انتتخب أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال، الأسير أنس جرادات، رئيساً عاماً للهيئة القيادية العليا لأسرى الحركة لدورة 2023 – 2025، والتي حملت هذه المرّة اسم الشهيد الأسير خضر عدنان، والذي استشهد في معركة الأمعاء الخاوية في أيار/مايو الفائت.
وقد اختار الأسرى رئيس الهيئة بالإضافة الى أعضاء الهيئة، من بين كوادر وقيادات الحركة في سجون الاحتلال، الذين أمضوا سنوات طويلة في الأسر امتدت لأكثر من 20 عاماً.
وقد انتخب لعضوية الهيئة الأسرى ثابت مرداوي، سعيد طوباسي، سامح الشوبكي، مهند الشيخ إبراهيم، حمزة الحج محمد، عبد عبيد، أنس جرادات، عرفات الزير، عبد الجبار الشمالي، أنور عليان، وماهر حمدي الهشلمون.
وواجهت الدورة الانتخابية، ظروفاً صعبة كانت أشبه بتحدٍ كبير لكل القيود المشددة التي تفرضها إدارة السجون، إذ ما ميّز هذه الدورة الانتخابية، هو وجود عدد كبير من كوادر وقيادات أسرى الحركة، في زنازين العزل الانفرادي في مختلف سجون ومعتقلات الاحتلال.
الهيئة القيادية العليا لأسرى الجهاد
تقوم فكرة تشكيل الهيئة القيادية للأسرى عن طريق الانتخابات، والتي تنص على انتخاب المؤتمر العام، والذي يقوم بدوره باختيار مجلس الشورى، والذي ينتخب بدوره أعضاء الهيئة القيادية، وتقوم الهيئة بانتخاب رئيس لها، ونائبه وتشكيل اللجان.
ومعظم أعضاء الهيئة، محكومين بالمؤبدات والأحكام طويلة الأمد، وقد أنهوا دراسة الماجستير، وعلى درجة عالية من الثقافة والمعرفة والخبرة والتجربة.
ومن مهام الهيئة، متابعة شؤون أسرى الحركة داخل السجون، ومواكبة الحالة الإدارية والتنظيمية والثقافية والتعبوية في كافة السجون، والمصادقة على الخطوات التي يقوم بها الأسرى في التصدي لقرارات سلطات الاحتلال بحقها، وتوجيه الأسرى بالخطوات التي يقومون بها خلال معركة الأمعاء الخاوية.
نبذة عن الأسير أنس جرادات
الأسير أنس غالب جرادات (42 عاماً)، هو أحد أبرز قادة “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في جنين.
ولد الأسير في 6 كانون الأول/ديسمبرعام 1981، في قرية السيلة الحارثية قضاء مدينة جنين في الضفة المحتلة، حيث درس في مدارس القرية وحصل على شهادة الأول الإعدادي، ثم ترك الدراسة وانتقل إلى سوق العمل الحر.
ومع بداية انتفاضة الأقصى، انضم لصفوف المجاهدين في “سرايا القدس”، متأثراً بخاله الشيخ الأسير المجاهد سامي جرادات، مخطط عملية “حيفا” البطولية التي نفذتها هنادي جرادات.
واعتقل في 11 أيار/مايو عام 2003، فى جبل أبو ظهير، بعد أن حاصرت قوات الاحتلال المنزل الذي يتواجد فيه برفقة عدد من المجاهدين وسط إطلاق نار مكثف.
ويُعدّ الأسير جرادات، خليفة للشهيد القائد إياد صوالحة، إذ اشتركا معاً، في الوقوف خلف العديد من العمليات الاستشهادية والتخطيط لها، والتي هزت عمق كيان الاحتلال الإسرائيلي، مخلفةً عشرات القتلى والجرحى.
ومن أهم هذه العمليات عملية “كركوك”، التي أدت إلى مقتل 14 جندياً إسرائيلياً، وعملية “مجدو” التي أدت إلى قتل 18 جندياً إسرائيلياً وإصابة العشرات بجراح مختلفة.
وإضافةً إلى ذلك، عملية “الجيب الأحمر” الشهيرة، التي تحدث عنها رئيس الاحتلال في ذلك الوقت شيمون بيريز، قائلاً إنّ تلك العملية “لو قُدِّر لها النجاح، لغيرت وجهَ المنطقة”.
وحُكم على الأسير أنس بالسجن المؤبد 35 مرة ( المؤبد في كيان الاحتلال يُعادل 99 سنة)، إضافةً إلى 35 عاماً، (مجموع سنوات اعتقاله 3500 عام) ولا يزال يقبع داخل الأسر، ويُعدّ الأسير جرادات أهم عناوين الحركة الأسيرة، وأهم أسرى حركة الجهاد الإسلامي في السجون.
وتعرّض الأسير أنس خلال فترة اعتقاله لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل من قبل السجانين، وخاصة مدير سجن عسقلان الذي قرر منع إعطائه الدواء للعلاج من الأمراض التي أصابته خلال فترة اعتقاله.
لكن كل ذلك لم يمنعه من الحصول على شهادة الثانوية العامة والبكالوريوس في التاريخ، من جامعة الأقصى داخل أسره.