حذّر الوزير في (كابينيت الحرب) الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، من امتناع الحكومة الإسرائيلية عن “اتخاذ قرارات حاسمة” في إطار حربها على قطاع غزة، وانتقد الطريقة التي تدار فيها الحرب في ظل التركيز على “الإنجازات التكتيكية” عوضاً عن تحقيق “أهداف إستراتيجية”.
جاء ذلك في رسالة بعث بها آيزنكوت إلى باقي أعضاء (كابينيت) المسؤول عن إدارة الحرب على غزة، في الأسبوع الماضي، ولم يتم الكشف عنها منذ ذلك الحين؛ وتشمل تحليلا تفصيليا لتطورات الحرب المتواصلة على القطاع، بما يشمل الإنجازات التي حققتها إسرائيل والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، بحسب ما كشفت (القناة 12) الإسرائيلية، مساء الاثنين.
وجاء في رسالة آيزنكوت أنه “بعد أكثر من 4 أشهر على الحرب، من المناسب إجراء تقييم للإنجازات وفحص اتجاهات للمتابعة؛ في نظري، فإنه في ظل الامتناع عن اتخاذ قرارات حاسمة ومهمة، باتت تتشكل صعوبات متزايدة في إمكانية تحقيق أهداف الحرب”، وفق ما نقل موقع (عرب 48).
واعتبر آيزنكوت أن “المخطط الإستراتيجي للحرب قد تعطّل، وأصبح يهدد عمليًا تحقيق الأهداف، وعلاوة على ذلك فإنه يهدد الوضع الإستراتيجي لدولة إسرائيل”.
وفي تقييم لوضع تحقيق الأهداف الإسرائيلية المعلنة للحرب على غزة حتى هذه المرحلة، كتب آيزنكوت، إن
“هدف القضاء على حكم حماس وقدراتها العسكرية – تحقّق جزئيًا؛
استعادة الأسرى – تحقّق جزئيًا؛
الوصول إلى وضع تنتهي فيه الحرب دون أن يشكل قطاع غزة تهديدا على إسرائيل – لم يتحقّق؛
إعادة الأمن إلى سكان غلاف غزة – تحقّق جزئيًا؛
تعزيز الأمن الشخصي والمناعة القومية لمواطني إسرائيل – لم يتحقّق”.
وشدد آيزنكوت على أنه “عمليا، لم تتخذ أية قرارات حاسمة خلال الأشهر الثلاثة الماضية. الحرب تدار اعتمادا على “إنجازات تكتيكية” دون إجراءات مهمة لتحقيق أهداف إستراتيجية”.
والقرارات التي يشير إليها آيزنكوت وفق نص رسالته، ويعتبر أنها ضرورية لمواصلة الحرب على غزة وتحقيق أهدافه، تشمل:
– الانتقال الكامل إلى المرحلة الثالثة من الحرب (مداهمات وهجمات في إطار عمليات محددة للجيش الإسرائيلي عوضا عن الانتشار الواسع للقوات البرية في الميدان).
– التوصّل إلى اتفاق جديد لصفقة تبادل، وشدد على ضرورة تنفيذ ذلك “قبل شهر رمضان”.
– منع التصعيد في الضفة الغربية خلال رمضان.
إعادة النازحين الإسرائيليين إلى المناطق الشمالية والجنوبية.
– الدفع ببديل مدني لحكم حماس في غزة.
وفي رد على التصريحات التي عكف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على تكرارها منذ بدء الحرب بشأن “الانتصار المطلق” على حركة (حماس)، قال آيزنكوت: “لدي قناعة أن جميع أعضاء كابينيت يريدون تحقيق “النصر مطلق”؛ وفي ظل تصريح رئيس الحكومة بأن النصر سيتحقق خلال أشهر قليلة، وعلى افتراض أنه لم يقل ذلك لأغراض دعائية، يجب مناقشة هذا المفهوم بجدية لتوضيحه عملياتياً”.