ذكرت هيئة البثة الإسرائيلية الليلة الماضية ، أن حركة حماس طرحت مطلبا جديدا في إطار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع إسرائيل، يتعلق بالحركة الوطنية الأسيرة من فلسطينيي الـ48.
وبحسب الهيئة فإن حماس ترفض بأن يكون لإسرائيل “حق النقض” (الفيتو) على إطلاق سراح أسرى من فلسطينيي الـ48 أو من القدس المحتلة، في إطار صفقة محتملة لتبادل الأسرى بين الحركة وسلطات الاحتلال.
وذكرت أن “حماس تحاول بذلك ربط نفسها بالمواطنين الإسرائيليين، وهو الأمر الذي يُنظر إليه في إسرائيل على أنه إشكالي للغاية ويصعّب المهمة على المفاوضين الإسرائيليين في المحادثات التي تجري في القاهرة”.
ومع ذلك، رجّح التقرير أن توافق الحكومة الإسرائيلية، في نهاية المطاف، أن تشمل الصفقة إطلاق سراح فلسطينيين من سكان مدينة القدس المحتلة، في ظل أن مكانتهم القانونية (مقيمون وليسوا مواطنين في إسرائيل).
ويجتمع “كابينيت الحرب” الإسرائيلي، الخميس، لبحث “الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات و شهر رمضان الذي سيحل الأسبوع المقبل”.
وذكرت صحيفة “العربي الجديد” أن وفدا إسرائيليا توجه إلى القاهرة لإبلاغ الوسطاء بموقف إسرائيل من رد حماس على إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في باريس، الأمر الذي نفاه مصدر إسرائيلي مطلع تحدث لـ”كان 11″.
ودخلت المفاوضات من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة يومها الرابع في القاهرة، وسط ضغوط لا سيما أميركية، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بحلول شهر رمضان، في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
في المقابل، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان من بيروت الثلاثاء “لن نسمح بأن يكون مسار المفاوضات مفتوحا بلا أفق مع استمرار العدوان وحرب التجويع ضد شعبنا”.
ويسعى الوسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أسابيع إلى التوصل لهدنة لمدة ستة أسابيع في غزة قبل رمضان، بما تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
وتشترط حماس خصوصا “الوقف الشامل للعدوان والحرب ولاحتلال قطاع غزة” و”البدء بعمليات الإغاثة والإيواء وإعادة الإعمار”، وفق ما أفاد عضو القيادة السياسية للحركة، باسم نعيم.
إلا أن إسرائيل ترفض هذه الشروط مؤكدة نيتها مواصلة هجومها حتى القضاء على حركة حماس وتشترط أن تقدم لها الحركة قائمة محددة بأسماء الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.
ومساء الأربعاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أن العقبات، التي تعترض المحادثات الرامية لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، لا تستعصي على الحل وأنه من الممكن التوصل إلى اتفاق.
وفي مؤتمر صحافي يومي، قال ميلر إن إسرائيل طرحت اقتراحا مهما على الطاولة. وأضاف ميلر “ما زلنا نعتقد أن العقبات ليست عصية على الحل وأن من الممكن التوصل إلى اتفاق… لذا سنواصل الضغط من أجل تحقيق اتفاق”.
وفي رد على سؤال حول ما إذا كان يوافق على توصيف المحادثات بأنها وصلت إلى طريق مسدود، قال ميلر “إنها مستمرة”.
وتعهدت حماس بمواصلة المشاركة في محادثات القاهرة، وتطالب الحركة بوقف إطلاق النار قبل تبادل الأسرى، وبمغادرة القوات الإسرائيلية من غزة، وأن يتمكن جميع سكان القطاع من العودة إلى منازلهم التي نزحوا منها.
وردا على سؤال عن مدى توافر أي خطة بديلة للولايات المتحدة، إذا انهارت محادثات وقف إطلاق النار، قال ميلر إن واشنطن تعمل على التوصل إلى اتفاق هدنة. وأضاف “ندفع نحو خاتمة ناجحة لهذه المحادثات”.