قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، الثلاثاء، إن الحركة أبلغت الوسطاء بأنها لن تعقد أي اتفاق مع إسرائيل بشأن تبادل الأسرى ما لم يكن هناك موقف واضح من تل أبيب بالاستعداد لوقف دائم للحرب والانسحاب من قطاع غزة .
واعتبر حمدان خلال مؤتمر صحفي عقده في بيروت أن إسرائيل “لم تقدم اقتراحا” جديدا كما قال بايدن، وإنما “اعتراضا” على مقترح الوسطين المصري والقطري، الذي تسلمته حماس في 5 مايو/ أيار الماضي، وأعلنت والفصائل الفلسطينية الموافقة عليه في 6 مايو، فيما رفضته إسرائيل بزعم أنه “لا يلبي شروطها”.
وقال حمدان إن ما قدمته إسرائيل “يتكلم عن فتح باب المفاوضات في كل شيء، وبلا نهاية، وهذا لا يتفق مع الموقف الذي تحدث عنه الرئيس بايدن في خطابه بخصوص وقف إطلاق نار دائم وانسحاب شامل من غزة، والذي عبرنا عنه بالإيجابي”.
وعقب خطاب بايدن الأخير، أعلنت حماس، في بيان الجمعة، أنها “ستتعامل بإيجابية مع أي مقترح يقوم على أساس وقف إطلاق نار دائم، والانسحاب الكامل من غزة، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل جادّة للأسرى، وتكثيف الإغاثة”.
وذكر حمدان أن الرئيس الأمريكي قال نصا في خطابه إن “الوسطاء يضمنون بقاء المفاوضات إلى ما لا نهاية حتى يتفق الطرفان”.
واعتبر القيادي في حماس أن هذا “يؤكد أن الاحتلال لا يريد إلا مرحلة واحدة (من الاتفاق) يستعيد من خلالها أسراه، ثم يستأنف عدوانه وحربه على شعبنا، فالاحتلال لا يريد وقف إطلاق النار، ولا يريد التوصل إلى نتائج”.
ولفت حمدان إلى أن حركته أبلغت الوسطاء موقفها بشأن ما قدمته إسرائيل عبر بايدن.
وأوضح أن موقف حركته ينص على أنها “لن تدخل في اتفاق، ما لم يكن هناك موقف واضح من الاحتلال الإسرائيلي بالاستعداد لوقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الشامل من غزة”.
وأضاف مشددا: “لا يمكن أن نوافق على اتفاق لا يؤمن ولا يضمن ولا يؤكد على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل من غزة، وإنجاز صفقة تبادل أسرى جادة وحقيقية”.
وتابع: “الآن، نحن ننتظر الموقف الإسرائيلي الواضح من هذه المسألة التي تجد إجماعًا دوليًا عليها، ونطالب الوسطاء بالحصول على موقف واضح من الاحتلال الإسرائيلي بالتزامه بوقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل من غزة”.
وأوضح حمدان أن “هذا ما أبلغنا به الوسطاء؛ وهو موقف وطني يمثل الفصائل الفلسطينية وتؤكد عليه”.
وشدد على أن الاحتلال “لن يرى أسراه إلا وفق صفقة تبادل عادلة ينعم عبرها أسرانا ومعتقلونا بالحرية”.
وعقب حديث بايدن الجمعة عن مقترح إسرائيلي من 3 مراحل يشمل وقفا لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين وإعادة إعمار القطاع، دعت قطر ومصر والولايات المتحدة، في اليوم التالي، كلا من حماس وإسرائيل إلى إبرام اتفاق يجسد المبادئ التي أعلنها بايدن.
ولم تعلن إسرائيل موقفا نهائيا مما أعلنه بايدن، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف ما عرضه الرئيس الأمريكي بأنه “غير دقيق”، وقال، في تصريحات صحفية الإثنين، إنه لم يوافق على إنهاء الحرب في المرحلة الثانية من المقترح، وإنما فقط “مناقشة” تلك الخطوة وفق شروط تل أبيب.
وتتهم الفصائل الفلسطينية الولايات المتحدة وإسرائيل بعدم رغبتهما الفعلية في إنهاء الحرب، والسعي عبر المفاوضات إلى كسب الوقت، على أمل أن يحقق نتنياهو أهدافه عبر القتال.
ومن أبرز أهداف تل أبيب المعلنة من الحرب هو “القضاء على حماس، وإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة”.