قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، إن قيادة دولة الاحتلال تمر في حالة جنون، ويجب إيقافها على الفور، والأمر بات أشبه بسائق مخمور يقطع الإشارة الحمراء مرارا، ويرتكب حوادث قتل ويجب سحب رخصته تماما.
وأضاف في مقال له بصحيفة معاريف، أن قرار الخروج إلى حرب مع حزب الله، بيد 4 فقدوا تماما الحكمة والمسؤولية عن ما يجري حولهم، بعد 8 أشهر من الحرب في غزة، وخلق وهم زائف بأن حسم حماس قريب.
وتابع: “نتنياهو وغالانت وهاليفي، اتخذوا قرارات كان من الممكن أن تشعل كل الشرق الأوسط وتدمر إسرائيل. هؤلاء الأشخاص لا يجب أن يسمح لهم باتخاذ قرارات مصيرية إذا أردنا البقاء، لأنهم لن يقودونا إلى بر الأمان”.
وقال إن هذه القيادات اتخذت قرارات حمقاء، في السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023، وقد “دخل الثلاثة في إشارة حمراء عندما أهملوا جنوب وشمال البلاد قبل الحرب وأثناءها، ما تسبب في كارثة قاتلة، ومع ذلك لم تسحب رخص قيادتهم”.
وتابع: “غالانت وهرتسي هاليفي أوصوا نتنياهو بمهاجمة حزب الله في نفس الوقت مع حماس، وكاد هذا القرار أن يجرنا إلى حرب إقليمية كانت ستدمر الدولة، وأنا من نصحت نتنياهو بعدم فعل ذلك”.
وأضاف بريك: “قرر الثلاثة مهاجمة القنصلية الإيرانية في سوريا، ما أدى إلى إطلاق أكثر من 300 صاروخ باليستي وطائرات مسيرة وصواريخ كروز علينا، كان من الممكن أن يؤدي هذا القرار الأحمق إلى حرب إقليمية، بل وحتى إلى حرب عالمية”.
وشدد على أن دخول الجيش إلى رفح “جلب علينا فقط عزلة دولية، وتم إدراجنا في القائمة السوداء للأمم المتحدة، وأوامر اعتقال ضد نتنياهو وغالانت في الطريق، ولم يحقق دخولنا إلى رفح أي إنجاز ملموس، ويخطط القادة الثلاثة الآن لمهاجمة حزب الله بقوة برا وجوا وبحرا. ستجرنا هذه الهجمة إلى حرب إقليمية شاملة تشارك فيها إيران، وستطلق آلاف الصواريخ والطائرات المسيرة يومياً على الجبهة الداخلية الإسرائيلية”.
وقال بريك إن “الجيش الإسرائيلي ليس لديه القدرة على التصدي لجبهة واحدة حتى مع حماس. كل ذلك بسبب تقليص القوات البرية بشكل كبير في العشرين سنة الماضية. مثل هذه الحرب ستدمر إسرائيل، لأننا لم نستعد لها لسنوات عديدة، ليس لدينا القدرة على وقف آلاف الصواريخ والطائرات المسيرة التي ستطلق يومياً على الجبهة الداخلية، ليس لدينا القدرة على حماية سكان المدن والقرى في إسرائيل ولا نصف مليون مستوطن من عشرات الآلاف من الإرهابيين، بمن فيهم العرب المتطرفون الذين هم مواطنون إسرائيليون” وفق قوله.
وتابع: “سيهاجمون مدننا وقرانا ويقتلون ويدمرون كل ما يقف في طريقهم، ولن يتمكن أحد من إيقافهم لأن الجيش سيكون مشغولا بحرب ضد حزب الله، حتى الآن، لم تقم الحكومة بإنشاء حرس وطني في مدن وقرى إسرائيل لحماية السكان، وسنضطر إلى الاعتماد على أنفسنا للدفاع عن أنفسنا. إذا استمر الشعب في دعم نتنياهو وغالانت وهرتسي هليفي لإدارة الحرب واستمرار الاعتماد على قراراتهم، فإن بقاءنا في أرضنا الحبيبة هو مجرد مسألة وقت” بحسب وصفه.
وشدد على أن قرارات القيادات المذكورة، “غير عقلانية، وخطيرة، وتؤدي إلى تدمير إسرائيل، وتسمح لهم بالاستمرار في مناصبهم بعد كل الفضائح والأخطاء الكارثية التي جلبوها على الشعب، وما قد يجلبونه في المستقبل”.
وقال بريك: “يجب إنهاء القتال فورا في غزة، لأنه فقد غايته، والجنود يقتلون بلا غاية، وليس بإمكاننا هزيمة حماس، لأننا لا نستطيع البقاء في الأماكن التي نحتلها، غزواتنا لا تسحق حماس، التي تقع معظمها في الأنفاق، بل إنها تستنزف الجيش الإسرائيلي حتى آخر رمق مع القتلى والجرحى الخطيرين. حماس تسيطر على مدينة الأنفاق بآلاف المقاتلين، نحن ندمر العقارات، لكننا بالكاد نؤذي مقاتلي حماس، لأننا لا نقاتلهم وجها لوجه، بل نصاب بالمتفجرات والفخاخ والصواريخ المضادة للدبابات التي يطلقونها”.
وأشار إلى تصريحات الجيش، بقتل العشرات أو المئات من المقاومين، “كذبة مطلقة”، وتابع: “يمكن لأي جندي قاتل في غزة أن يخبركم بذلك”.
وأضاف: “أود أن أقدم لكم مقتطفا من رسالة مزلزلة، أرسلها لي مقاتل في كتيبة الهندسة القتالية، يتحدث عن عدم فاعلية الهجمات على حماس، وقال إنهم شعروا بالخديعة في مناورة جباليا، لأنه كانت لدينا مهمة محددة جدا لتدمير منطقة معينة كنا فيها، وفي النهاية عند الانسحاب لم ندمر حتى 40 بالمئة من المنطقة المطلوب من الجيش الدخول فيها وتدمير بنيتها التحتية حتى لا يعود لها مقاتلو حماس بعد انسحابنا”.
وقال الجندي: “انسحبنا دون إكمال المهمة الهندسية، التي كانت في الأساس ربما أهم مهمة في النشاط، وعثرنا على جثث 7 رهائن، وتحدثنا عن تدمير الكتيبة التي أعادت تأسيس نفسها في المكان ذاته الذي كنا فيه وكأن شيئا لم يحدث لها في الحرب”.
وأضاف بريك: “نفس القصة حدثت مع الكتيبة التي عادت إلى مدينة غزة غزة، إلى حي صبرة. لديهم طائرات مسيرة، قناصون، وصواريخ مضادة للدبابات. يعودون عبر الأنفاق تحت طريق نتساريم، كما لو أننا لسنا هناك، لا نعيقهم بأي شكل من الأشكال. علاوة على ذلك، تحدثت في الأسابيع الأخيرة عن خدعة الجيش الإسرائيلي حول أعداد القتلى في حماس، وكنت أتساءل في المناورة في جباليا كيف يمكن أن يكون هناك 300 مقاتل حماس قتلوا في المناورة كما ذكر الجيش الإسرائيلي، ونحن لم نر أي عدو بأعيننا؟ كتيبة المظليين التي قاتلت بجوارنا لم تر أي عدو أيضا، تساءلت بصوت عال أمام ضابط في كتيبة الدبابات، هل يمكن أن تكون كل أعداد القتلى في حماس التي ذكرها الجيش الإسرائيلي ناتجة عن إطلاق النار من الدبابات؟ لأن المشاة لا يرون أي عدو”.
وتابع: “قال لي إنه بالتأكيد لا، باختصار، أتساءل إذا كان الجيش الإسرائيلي يكذب هنا أيضا، على أي حال، خرج الجيش باحتفال من جباليا تحت غطاء إنجاز استعادة جثث الرهائن السبعة فقط، دون تدمير حماس”.
وشدد على أن استمرار القتال في غزة، “لا يخدم سوى ثلاثة، نتنياهو وغالانت وهاليفي، الذين يخشون نهايته، خشية أن يختفوا من مشهد البلاد، وإن انتهاء القتال في قطاع غزة سيسمح بإطلاق سراح المختطفين بالاتفاق، وعلى الأغلب سيفعل ذلك أيضا جلب حزب الله: نهاية الحرب في الشمال ستسمح بعودة الجيش واستعداده لحرب إقليمية، واستعادة الاقتصاد، وعودة النازحين إلى ديارهم، واستعادة العلاقات الدولية، ومرونة المجتمع”.