يستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، كافة الأدوات السياسية والإعلامية التي بحوزته من أجل إقناع الجمهور بضرورة إحباط صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار مع حماس ، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، بهدف منع سقوط حكومته وعدم العودة إلى محاكمته بتهم فساد خطيرة. ويذكر أن مقترح الصفقة وضعته إسرائيل بموافقة نتنياهو واستعرضه الرئيس الأميركي، جو بايدن، الشهر الماضي، لكن نتنياهو يريد إحباطه بعد رد حماس الإيجابي عليه أول من أمس.
ويتلقى نتنياهو في هذا المسعى دعما من اليمين المتطرف – حزب الصهيونية الدينية، برئاسة بتسلئيل سموتريتش، وحزب “عوتسما يهوديت”، برئاسة إيتمار بن غفير – وكذلك من إعلاميين مؤثرين في صفوف اليمين.
إقرأ/ي أيضا: تفاصيل اجتماع “الكابنيت” بشأن صفقة تبادل الأسرى – تفاؤل إسرائيلي
في هذا السياق، نشر الصحافي اليميني، يينون ميغال، منشورا في منصة “إكس” اليوم، الجمعة، نقل فيه عن مسؤول مقرب من نتنياهو قوله ضد وزير الأمن، يوآف غالانت، الذي يؤيد الصفقة، إن “غالانت هو أداة تخضع للنخبة ولرئيس هيئة الأركان العامة. ومثلما تصرف في الإصلاح القضائي (الذي عارضه بسبب تأثيره على الجيش)، ومثلما يتصرف في قانون التجنيد (للحريديين خلافا لموقف نتنياهو)، يتصرف الآن مع الصفقة. إنه يريد إسقاط الحكومة. ولا يمكن الاعتماد عليه”.
بدورها، قالت وزير الاستيطان والمهمات القومية، أوريت ستروك، من حزب الصهيونية الدينية، في مقابلة لإذاعة 103FM، اليوم، “إنني آمل جدا قبل أي شيء آخر ألا يتقدم مقترح الصفقة المطروح حاليا، لأنه يتخلى عن الأغلبية العظمى من المخطوفين، وهذا أمر مروع ورهيب بنظري”.
يشار إلى أن غالانت قال أثناء لقائه مع عائلات رهائن، أول من أمس، عن رد حماس على المقترح، إن إسرائيل “أقرب إلى صفقة أكثر من أي مرة”. والمقترح الذي قدمته إسرائيل واستعرضه بايدن يتضمن في مسودته الأصلية تنفيذ تبادل الأسرى على مراحل تشمل وقف إطلاق.
إقرأ/ي أيضا: يديعوت: البدء قريبا في تنفيذ فكرة “الفقاعات الإنسانية” شمال قطاع غـزة
وتابعت ستروك أن “المقترح يقول عمليا إنه سنحصل على عدد قليل من المخطوفين مقابل تحرير هائل من المخربين القتلة (أي الأسرى الفلسطينيين)، ووقف القتال والانسحاب من محور نيتساريم، وهذا عنصرنا الأهم داخل قطاع غزة ومقابل حماس، والسماح للغزيين بالعودة (إلى شمال قطاع غزة). وبعد أن نحصل على هذا العدد القليل من المخطوفين، أحياء وأمواتا، لن يحرر باقي المخطوفين الذين لا يوصفون أنهم إنسانيون”.
وذكر محلل الشؤون الحزبية في القناة 12، عَميت سيغال، وهو صحافي يميني متطرف، أن على خلفية قرار نتنياهو، أمس، بإيفاد رئيس الموساد، دافيد برنياع، إلى قطر بشأن الصفقة، منع نتنياهو أن يعقد غالانت اجتماعا حول الموضوع مع برنياع ورئيس الشاباك، رونين بار، “وطالب (نتنياهو) بعقد الاجتماع لديه”.
وأضاف سيغال أن نتنياهو قال لغالانت إنه “ستحضرون إلى مداولات عندي بعد أن تجهزوا كل شيء. ومنذ الآن أنا سأركز هذه الهيئة”. وحسب سيغال، فإن “مسؤولين مقربين من نتنياهو قالوا إن غالانت ’يواجه صعوبة بأن يكون مرؤوسا’”.
وتابع سيغال أنه في أعقاب ذلك تصاعد التوتر بين نتنياهو وغالانت، “وذلك ليس فقط على خلفية صراع على الأنا وانعدام الثقة، وإنما بسبب خلافات آخذة بالاتساع بينهما”.
وفسر سيغال هذا التوتر بأنه “فيما يسرع غالانت المقترح الحالي مثلما قال لعائلات مخطوفين، فإن نتنياهو يعتقد أن حماس أدخلت إلى المقترح ألغاما لا يمكن قبولها، وأن الضغط العسكري سيؤدي إلى تحسين المقترح”، الذي صادق عليه نتنياهو بنفسه.
ويستفيد نتنياهو من تهديدات بن غفير المتكررة بإسقاط الحكومة إذا وافق نتنياهو على وقف الحرب. وقال بن غفير لنتنياهو خلال اجتماع الكابينيت السياسي – الأمني، أمس، إنه وأضاف بن غفير أنه “إذا كنت ستتخذ قرارات بمفردك، فستتحمل المسؤولية، وستبقى لوحدك. لم ينتخبني نصف مليون شخص كي أجلس في الحكومة ولكن أن يكون رؤساء جهاز الأمن الذين يقررون. وأنا لا أهدد، هذا هو الواقع. وإذا كانوا سيقررون بمفردهم فلا يتوقعوا مني أن أصون الحكومة”.