قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، اليوم الأحد 4 أغسطس 2024، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتبر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، يتصرف بـ”نكران جميل” تجاه الولايات المتحدة ويتجاهل المساعدة الكبيرة التي قدمتها لإسرائيل طوال الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة من السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأوضح مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية للصحيفة، أن محادثتين بين الرئيس بايدن ونتنياهو، خلال اللقاء الذي جمع بينهما في البيت الأبيض في 25 تموز/ يوليو الماضي، وعبر الهاتف، الأسبوع الماضي، كانتا “صعبتين ومتوترتين”.
وأشار إلى أن بايدن فهم أن نتنياهو يكذب عليه بشأن الأسرى”، وأضاف أن بايدن “لم يصرح بذلك علنًا بعد، لكنه قال له صراحة في الاجتماع: “وقف عن الهراء”.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تستعد لمساعدة إسرائيل في مواجهة رد فعل إيران وحزب الله على الاغتيالات في بيروت وطهران رغم التوترات بين نتنياهو وبايدن. ومع ذلك، أوضح أن واشنطن لن تدعم خطوات قد توسع نطاق الحرب. ونقلت الصحيفة عن المسؤول قوله: “نتنياهو يحاول إطالة أمد الحرب بدلاً من التركيز الآن على تحقيق صفقة تبادل أسرى. هذا يجعل من الصعب علينا الاستمرار في دعم إسرائيل على المدى الطويل”.
وفي رده على التقارير حول المحادثات المتوترة بينه وبين بايدن، قال نتنياهو، مساء السبت، في بيان صدر عن مكتبه إن “رئيس الحكومة لا يتدخل في السياسة الأميركية، وسيعمل مع أي شخص يُنتخب للرئاسة، كما يتوقع من الأميركيين عدم التدخل في السياسة الإسرائيلية”.
ومساء الجمعة، قال مسؤول في فريق التفاوض الإسرائيلي لصحيفة “هآرتس” إن “كبار المفاوضين يقدرون أن نتنياهو لا يرغب في التقدم نحو التوصل لاتفاق”. ووفقا للمسؤول، فإن قادة الأجهزة الأمنية، وكذلك في الولايات المتحدة وقطر ومصر، يقدرون منذ شهور طويلة أن نتنياهو لا يرغب في التوصل إلى صفقة، وذلك للحفاظ على حكومته، في ظل الضغوط التي يمارسها اليمين المتطرف في الائتلاف الذي يطالب بمواصلة القتال في القطاع.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون مطلعون على المفاوضات أنه في عدة مناسبات خلال الأشهر الأخيرة فضل نتنياهو الاستمرار في القتال في القطاع بدلاً من إتمام صفقة كانت قيد البحث. هذه التقديرات زادت في شهر تموز/ يونيو، بعد أن تراجع في مقابلة أجراها على شاشة القناة 14، عن خطة كانت تعرف بـ”وثيقة بايدن” وأوضح أنه مستعد فقط لدفع المرحلة الأولى من الصفقة التي تتضمن الإفراج عن بعض الأسرى.
وفي الأسبوع الماضي، ذكرت “هآرتس” أن مصدرًا تحدث مع نتنياهو خلال زيارته لواشنطن قال إنه “مستعد للقيام بالكثير لاستئناف المفاوضات، ولكنه مستعد للقيام بأقل بكثير لتقديم تنازلات تسمح بالإفراج عن الأسرى”. وأضاف المصدر أيضًا أن “نتنياهو مقتنع بأنه يعرف كيفية إدارة المفاوضات أفضل من أي جهة أخرى، لكنه ينسى أن المفاوضات يجب أن تؤدي إلى نتائج أيضًا. هو متمسك بقضايا قد تؤدي إلى انهيار المفاوضات، بدلاً من تقديم تنازلات للإفراج عن الأسرى الذين يواجهون خطر يومي حقيقي على حياتهم”.