لم يتخيل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حيوانات الطبيعة الغزية سترفضهم وتقاوم بجانب أصحاب الأرض لطردهم منها.
لبث الجنود الاسرائيلين على حاجز نتنساريم الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه، أيام وكأن الأرض كتبت لهم، يمارسون حياتهم كما لو كانوا في بيوتهم، يعتلون البرج العسكري مدججين بالسلاح، مصوبين بنادق قناصتهم تجاه الغزيين العزل.
لم تكن حادثة عادية، بل كانت إعلان لثورة حيوانات الأرض على زائر خبيث أبى الا أن يستوطن أرض ليست لهم.
ففي حادثة وصفت بالغريبة، أفادت تقارير عبرية، بأن جرذان كبيرة هاجمت جنود جيش الاحتلال المتمركزين على حاجز نتساريم، وأوقعت إصابات بحالات هلع وخوف وفوضى بالمكان.
وبحسب وسائل إعلام عبرية فقد حاولت الجرذان عض جنديين كانا على الحاجز العسكري.
وكشفت التقارير العبرية، أن جيش الاحتلال يواجه ظاهرة جديدة وغريبة في قطاع غزّة، حيث تقوم كلاب ضالة وجرذان بمهاجمة مواقعهم العسكرية وترهيب الجنود، في منطقة “محور نتساريم” وسط القطاع.
وأفاد موقع “واللا العبري”، أن جنود يشتكون من “مشكلات صحية خطيرة” تؤثر عليهم في منطقة “محور نتساريم” حيث قال أحد الجنود، إن مجموعة من الكلاب هاجمته ذات مرة كان فيها خارج المقر، “وفي حالات أخرى استيقظنا على فأر يركض على وجوهنا، جنود حولوا منطقة بأكملها إلى فوضى كبيرة”.
وبحسب تقرير لموقع “واللا”، فإن “محور نتساريم” محتل على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع من الفرقة 252، ومهمتها منع عودة الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، أو مرورهم في الاتجاه المعاكس.
ويؤكد جنودٌ تحدث معهم الموقع عن “مشاكل صحية خطيرة” في المنطقة، تظهر في وجود عدد كبير من الفئران والجرذان التي تبحث عن الطعام، وتدخل للمواقع والمناطق التي توجَد فيها قوات الاحتلال، وهذا يجعل الجنود خائفين من زيادة الأمراض.
وأوضح، أن في حالات كثيرة كانت هناك أكوام من النفايات في محيط مقر الجيش في “محور نتساريم”، بما في ذلك طعام وقمامة جلبتها الكلاب والقطط والجرذان. وتابع: “في كل مرة سألنا عن الحل للكارثة الصحية، كانوا يجيبون: نحن نعتني بها”.
ويشتكي الجنود من ظاهرة الكلاب الضالة، التي تحاول مهاجمة الجنود، إذ يستخدمون الذخيرة الحية ضدها.
وقبل شهور، نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، عن جيش الاحتلال، “أنه تم رصد قيام سكان أحياء الشيخ زايد والدرج والتفاح بترك كلاب ضخمة الحجم مقيدة بالحبال والسلاسل الطويلة داخل المنازل وفي ساحات المباني التي يرسل الجنود (الإسرائيليون) إليها الكلاب لإجراء تمشيط أولي”.
وأشارت، إلى أن “هذه الظاهرة تعيق عمل كلاب وحدة عوكيتس (إحدى وحدات الجيش الإسرائيلي التي تعتمد في كثير من نشاطاتها على الكلاب)، والتي يتم إرسالها إلى المكان للتأكد من عدم وجود عبوات ناسفة أو مسلحين ينصبون كمينًا للجنود”.
كما ذكرت، أنه بلغ عن فقدان 17 من الكلاب المدربة مع وحدة “عوكيتس”، منذ بداية العملية العسكرية البرية بقطاع غزة.