علق الباحث المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية محمد سيف الدولة، على إعادة نشر صفحة “إسرائيل بالعربية” التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية لمقطع فيديو للرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات.
في تصريحات لـه تساءل سيف الدولة عن السبب وراء اختيار تل أبيب هذا التوقيت لنشر المقطع، واعتبر أن الهدف هو إرسال رسالة تحذير للأطراف التي تفكر في مواجهة إسرائيل أو السعي لتحرير فلسطين. ولفت إلى أن الرسالة تشير إلى أن مصير من يعارض إسرائيل سيكون كما وصفه السادات في الفيديو، وهو الانهيار أمام القوة العسكرية الإسرائيلية، مع الإشارة إلى الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في دعم إسرائيل، كما حدث في حرب 1973.
وأضاف سيف الدولة أن الرسالة الإسرائيلية مغلوطة لعدة أسباب. أولاً، من يسعى لإلقاء الآخر في البحر هو الاحتلال نفسه الذي يمارس إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وليس من يسعى لتحرير الأرض. وأوضح أن القول بـ”إلقاء إسرائيل في البحر” كان يعني تحرير الأرض المحتلة من الاستعمار الصهيوني، وليس القضاء على الناس.
وأشار إلى أن تأكيد السادات على أن إسرائيل أصبحت واقعاً هو خطاب ضعيف ومضلل، موضحاً أن إسرائيل قد تكون واقعاً، لكنها غير شرعية وكيان استعماري لا يحق له احتلال الأراضي العربية، ومصيره سيكون كحال الاستعمار الأوروبي الذي رحل عن وطننا قبل الحرب العالمية الثانية.
وأوضح سيف الدولة أن إسرائيل تدعي أنها حركة تحرر وطني، ولكن قبول هذا المنطق يعني أن وجود العرب في بلدانهم يعتبر احتلالاً، مما يبرر وجود حركات مشابهة لمحاربتهم. أي اعتراف بشرعية إسرائيل يعتبر إنكاراً لحق العرب في العيش على أراضيهم.
وأضاف: “المسار الذي اختاره السادات بعد حرب 1973، والذي تمثل في السلام والاعتراف بإسرائيل مقابل انسحابها من سيناء، لا يزال له آثار سلبية حتى اليوم. نموذج المقاومة الفلسطينية المستمر في القتال ضد إسرائيل رغم الدعم الدولي الضخم لها هو دليل على أن المقاومة تظل خياراً قوياً.”
اختتم سيف الدولة بالتأكيد على أن إسرائيل تستمر في احتلال الأراضي وقتل الفلسطينيين، وتواصل تهديد العرب، ولكن العرب مستمرون في المقاومة والدفاع عن حقوقهم وأراضيهم، وقد حققوا انتصارات عديدة ضد إسرائيل رغم الدعم الدولي الواسع لها.