كشفت قناة i24NEWS الإسرائيلية، مساء اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل جديدة حول المجزرة المروعة التي وقعت في مواصي خان يونس وادعى الجيش الإسرائيلي أنها استهدفت قيادات في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
👈 الرجاء تابعونا على تلجرام ليصلكم كل جديد اضغط هنا 👉
وبحسب القناة، في تقرير لها، فإن عمليات الاغتيال التي طالت قيادات في الصف الأول داخل “كتائب القسام” لم تكن أقل أهمية من تلك التي تعرضت لها الكتائب الليلة الماضية.
ونقلت عن مصادر من “حماس”، أن الاغتيال طال قيادات بارزة في “كتائب القسام”، وأن من أبرزهم أيمن المبحوح من سكان مخيم جباليا شمال قطاع غزة، والذي يتولى مسؤولية جهاز الاستخبارات في الكتائب على مستوى قطاع غزة وهو عضو مجلس عسكري بما يماثل تماماً قائد لواء في “القسام”.
وبحسب المصادر وفق القناة، فإن المبحوح الملقب والشهير بـ “خومر القسام” هو المسؤول منذ ما لا يقل عن 13 عاماً عن الدائرة الأمنية المغلقة والخاصة بأمن محمد الضيف قائد “كتائب القسام”، كما أنه يعتبر الشخصية “المدللة” بالنسبة للضيف وكذلك للشقيقين يحيى ومحمد السنوار.
وبينت المصادر، أنه منذ سنوات أطول من تلك تربط المبحوح علاقات شخصية ومباشرة ما بين الضيف والشقيقين السنوار، مشيرةً إلى أنه كان مسؤولاً مباشراً عن أمن هذه الشخصيات، كما كان هو المسؤول عن ملفات أمنية حساسة وخطيرة داخل “القسام”، وكان يقود ويشرف على لجان تحقيق في اختراقات أمنية وغيرها، وكذلك في ملف القوة الإسرائيلية الخاصة التي تسللت إلى قطاع غزة في نوفمبر/ تشرين ثاني 2018 والتي كشف أمرها في خان يونس وما تبعه من العثور على أجهزة تجسسية والعمل على تفكيكها وفهم ما تحتويها من معلومات سرية كان المبحوح مسؤولاً عنها.
وتقول المصادر كما نقلت عنها القناة: كان المبحوح يمتلك أسرار خطيرة وكثيرة داخل حركة حماس، وأشرف على تحقيقات داخلية مهمة، وقد اغتيل ولا زال الكثير من المعلومات في جعبته.
وتشير المصادر إلى أنه بالرغم من أن أيمن المبحوح ذكر كاسم ثالث كناشط بارز في ’حماس’ كما ورد في بيان الجيش الإسرائيلي، إلا أنه يعد الشخصية الأهم من بين من تم اغتيالهم، معتبرةً أن ذلك يؤكد على الفشل الاستخباراتي في معرفة الكثير من التفاصيل داخل الجناح العسكري للحركة وحتى داخل أروقة مؤسسات الحركة، وهناك أيضاً بعض المعلومات غير دقيقة بشأن الشخصيات الأخرى التي اغتيلت في هذه العملية وفي عمليات أخرى.
وتقول المصادر، إن سامر أبو دقة هو فعلياً أيضاً برتبة قائد “لواء” في المجلس العسكري داخل “كتائب القسام”، وكان مسؤولاً عن “سلاح الجو” فيها، وقد أشرف بمشاركة عشرات المهندسين والناشطين في ’حماس’ من داخل وخارج القطاع، لسنوات، على عمليات تطوير هذه الطائرات.
ولفتت المصادر إلى أنه كانت تربطه علاقة خاصة بالمهندس في “القسام”، محمود فارس، الذي تلقى تعليمه الخارجي في عدة دول، وكانت له بصمة خاصة في تطويرات الطائرات المسيرة الانتحارية والاستطلاعية والهجومية، وغيرها.
وكان محمود فارس اغتيل في معركة ما سميت “سيف القدس”، أو إسرائيلياً “حارس الأسوار” في عام 2021، ولقب داخل “القسام” بأنه “فارس السماء”، بفعل تطويره لهذه الأسلحة إلى جانب أبو دقة الذي كان “يعد عقلاً إبداعياً من طراز فريد” كما تقول المصادر من داخل “حماس” للقناة ذاتها.
وحول هوية الاسم الثالث الذي ورد في بيان الجيش الإسرائيلي كشخصية ثانية، وهو أسامة طبش، تقول المصادر إنه مسؤول جهاز استخبارات “كتائب القسام” في لواء خان يونس.
تكشف المصادر، أن طبش هو من كان فعلياً أحد قادة الهجوم الأول في 7 أكتوبر/ تشرين أول الماضي، لكن ما لم يعرف عنه أنه هو أحد الأشخاص الذين شاركوا في كشف القوة الإسرائيلية الخاصة في نوفمبر/ تشرين ثاني 2018 بخان يونس، وكان حينها مسؤولاً عن كتيبة شرق خان يونس.
وتقول المصادر، أن طبش في تلك الليلة كانت برفقة القيادي الميداني نور بركة الذي تصدى لتلك القوة الخاصة.
وبحسب المصادر، فإن طبش هو من سيطر على مسدسات وأسلحة للقوة الخاصة في تلك الليلة، وظهر في مهرجان لحركة ’حماس’ برفقة يحيى السنوار وهو يسلمه المسدس الخاص بالضابط محمود خير الدين الذي قتل في تلك العملية.
وتشير المصادر إلى أن طبش شارك في سلسلة هجمات كما أنه كان لاحقاً مسؤولاً عن جهاز الاستخبارات في لواء ’خان يونس’ وكانت تربطه علاقة خاصة بمحمد السنوار ورافع سلامة.
وقالت المصادر إنه كان كثيراً ما يرافق محمد السنوار ورافع سلامة في العديد من المهام الأمنية وإدارة ملفات داخل “القسام”، وكان كثيراً ما يملك معلومات أمنية، مشيرةً إلى أنه كان له ارتباطات مباشرة ويتلقى تعليمات مباشرة من المجلس العسكري للكتائب بسبب ما يمتلكه من حس أمني كبير، وكان مسؤولاً في بعض الفترات عن حماية الجندي “جلعاد شاليط” وكذلك بعض الأسرى الذين أسروا في السابع من أكتوبر.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة فجر اليوم الثلاثاء، في منطقة مواصي خانيونس جنوب القطاع.
وكشف المكتب الإعلام الحكومي بغزة في بيان له إن 22 شهيداً لم يصلوا المستشفيات بعد المجزرة، حيث ذابت جثامينهم واختفت بسبب القنابل العملاقة التي قصفت بها قوات الاحتلال الموقع الذي كان يضم خيما تؤوي نازحين.
وكان الدفاع المدني في غزة أعلن في وقت سابق اليوم أن فرقه انتشلت 40 شهيداً و60 جريحاً سقطوا في غارات إسرائيلية على مخيم في منطقة كانت تضم نحو 30 خيمة لنازحين.
والموقع المستهدف ضمن ما يزعم الاحتلال الإسرائيلي أنها منطقة “آمنة” تمتد بين محافظتي رفح وخانيونس بجنوب قطاع غزة.
عائلات اختفت
وأوضح الدفاع المدني أن القصف خلف دماراً كبيراً، حيث نفذ بصواريخ شديدة الانفجار مما خلّف ثلاث حفر بعمق يصل إلى نحو 10 أمتار.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل في تصريحات صحفية إن هناك عائلات كاملة اختفت بين الرمال جراء المجزرة.
وأضاف بصل أنه لا يمكن تحديد عدد ضحايا القصف على خيام النازحين في المواصي بسبب استمرار الإبلاغ عن مفقودين.
من جهته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ القصف الإسرائيلي على مواصي خانيونس تم بقنابل “إم كيه- 84” الأميركية الصنع.
وأضاف المرصد أن استخدام هذا النوع من القنابل ذات التدمير الواسع مؤشر إلى النية لقتل أكبر عدد من المدنيين.
وقالت مها الحسيني، مديرة الإستراتيجيات في المرصد الأورومتوسطي، إن المجزرة تبين النية المبيتة لدى إسرائيل لإيقاع أكبر عدد من المدنيين ضحايا.
وفي تصريحات للجزيرة قالت الحسيني إنه لا شيء يبرر لإسرائيل استخدام الأسلحة التي ألقتها على المواصي.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه قصف المنطقة الإنسانية في مواصي خانيونس، وزعم أنه استهدف ثلاثة قياديين في حركة (حماس)، عملوا على تخطيط وتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجيش والإسرائيليين.
بيد أن حركة (حماس) نفت ادعاء جيش الاحتلال وجود مقاومين في منطقة المواصي المستهدفة بخانيونس، ووصفت تلك المزاعم بأنها كذب مفضوح.
وكانت منطقة المواصي بخانيونس تعرضت في تموز/ يوليو الماضي لقصف إسرائيلي أسفر عن استشهاد وإصابة مئات النازحين، وزعم جيش الاحتلال حينها أنه استهدف قياديين في حركة (حماس) بينهم محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام.