عندما يشتد البلاء بالعباد والبلاد، فإن سكان المناطق التي حل بها هذا البلاء، يلجؤون بدعوة ربنا لرفع البلاء وازاحة الغمة عنهم، وآخرين يدعونه بالصبر والثبات، ولكن الحقيقة أن ما ورد في القرآن الكريم والسير الصالحة بدعوة أهل البلاء ربنا بالرشد كما أصحاب الكهف والجن وغيرهم.
👈 الرجاء تابعونا على تلجرام ليصلكم كل جديد اضغط هنا 👉
وكان أعجب مما طلبه أصحاب الكهف من ربهم وهم فى شدة البلاء والملاحقة، إنهم سألوا اللّه “الرُشد” دون أن يسألوه النصر، ولا الظفر، ولا التمكين، {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} [الكهف: 10].
وماذا طلب الجن من ربهم لما سمعوا القرآن أول مرة؟! طلبوا «الرشد» فقالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ} [الجن: 1، 2].
وفي قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].
فما هو الرشد؟! الرشد هو:
١- إصابة وجه الحقيقة.
٢- هو السداد.
٣- هو السير في الاتجاه الصحيح.
فإذا أرشدك اللّه فقد أوتيت خيرًا عظيمًا، وبوركت خطواتك.
ولذلك يوصينا اللّه سبحانه وتعالى أن نردد دائمًا:
{وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا}.
فبالرشد تختصر المراحل، وتختزل الكثير من المعاناة، وتتعاظم النتائج، حين يكون اللّه لك «وليًا مرشدًا».
وحين بلغ موسى الرجل الصالح لم يطلب منه إلاّ أمرًا واحدًا وهوالرشد:
{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66].
وعندما يهيئ المولى سبحانه وتعالى أسباب الرشد لنا، فإنه قد هيئ لنا أسباب الوصول للنجاح الدنيوي والفلاح الأخروي.
فاللّهمّ هيئ لنا من أمرِنا رشدًا