تراجعت الإمدادات الغذائية لقطاع غزة بصورة حادة في الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن فرضت السلطات الإسرائيلية قاعدة جمركية جديدة على بعض المساعدات الإنسانية، وقلصت في الوقت نفسه عمليات التسليم التي تنظمها الشركات، حسبما أكدت مصادر مشاركة في توصيل المساعدات إلى غزة لـ”رويترز”.
👈 الرجاء تابعونا على تلجرام ليصلكم كل جديد اضغط هنا 👉
وأوضحت 7 مصادر مطلعة، أن القاعدة الجمركية الجديدة تسري على قوافل الشاحنات التي تستأجرها الأمم المتحدة لنقل المساعدات من الأردن إلى غزة عبر إسرائيل.
وأضافت المصادر، أنه بموجب القاعدة، يتعين على الأفراد من منظمات الإغاثة التي ترسل المساعدات ملء نموذج يتضمن تفاصيل جوازات السفر، وقبول المسؤولية عن أي معلومات كاذبة عن الشحنة.
وذكرت أن وكالات الإغاثة تعترض على هذه القاعدة التي أُعلن عنه في منتصف أغسطس الماضي، خشية تعرض الموظفين لمساءلة قانونية إذا وقعت المساعدات في يد حركة “حماس” أو أي من الفصائل الفلسطينية الأخرى التي تقاتل إسرائيل.
ونتيجة لهذا، لم تمر الشحنات عبر الأردن وهي طريق رئيسي في إمدادات غزة، منذ أسبوعين. وقالت المصادر إن النزاع لم يؤثر على الشحنات عبر قبرص ومصر.
وفي خطوة موازية، قيدت السلطات الإسرائيلية شحنات الأغذية التجارية إلى غزة وسط مخاوف من استفادة “حماس” من هذه التجارة، حسبما قال أشخاص مطلعون على الأمر ومصادر في القطاع.
وتظهر بيانات الأمم المتحدة والحكومة الإسرائيلية، أن شحنات الأغذية والمساعدات تراجعت في سبتمبر إلى أدنى مستوياتها منذ 11 شهراً.
وأكدت وحدة المساعدات الإنسانية العسكرية الإسرائيلية، التي تشرف على المساعدات والشحنات التجارية إلى غزة، أن أي قافلة مستأجرة من الأمم المتحدة لم تتحرك من الأردن إلى غزة منذ 19 سبتمبر، لكن المتحدث باسمها قال إن إسرائيل لا تمنع البضائع.
وأثارت القيود المزدوجة، التي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، مخاوف بين عمال الإغاثة من أن انعدام الأمن الغذائي الشامل سيزداد سوءاً بالنسبة لـ 2.3 مليون من سكان غزة المحاصرين.
وقالت نور العمصي، وهي طبيبة تعمل في جنوب غزة، لـ”رويترز” عبر الهاتف: “نقص الغذاء هو من أسوأ ما شهدناه خلال الحرب، وخاصة في الأسابيع الماضية”.
وأضافت: “كنا نعتقد أننا تمكنا من السيطرة عليه، لكن الأمر ساء. تعالج عيادتي 50 طفلاً يومياً من مشكلات مختلفة وإصابات وأمراض. وفي المتوسط يعاني 15 من هؤلاء من سوء التغذية”.
انخفاض عدد شاحنات المساعدات
وانخفض عدد الشاحنات التي تحمل الغذاء والسلع الأخرى إلى غزة إلى نحو 130 شاحنة يومياً في المتوسط في سبتمبر، وفقاً لإحصاءات مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق. وهذا أقل من نحو 150 شاحنة مسجلة منذ بداية الحرب، وبعيدة كل البعد عن 600 شاحنة يومياً تقول الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إنها مطلوبة لمواجهة خطر المجاعة في زمن الحرب.
في مايو، أطلقت جهود تقودها الولايات المتحدة، رصيفاً لتوصيل المساعدات الإنسانية بالقوارب، لكن الرصيف تضرر بسبب العواصف، وتم التخلي عنه في يوليو. وقال عمال الإغاثة إن بعض الشحنات التي كانت مخصصة للرصيف في ذلك الوقت لم تصل بعد إلى غزة حتى بعد إعادة توجيهها عبر ميناء أشدود الإسرائيلي.
وفتحت إسرائيل طريق الأردن في ديسمبر، مما يسمح للشاحنات بالانتقال مباشرة إلى غزة. ويقول عمال الإغاثة التابعون للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية إن ممر الأردن أصبح الأكثر موثوقية حتى التعليق الأخير.
تم تيسير النقل عبر الطريق بعد أن وافقت السلطات الإسرائيلية مع الأردن على تبسيط الإجراءات الجمركية للمساعدات الإنسانية التي تنقلها وكالات الأمم المتحدة.
ولكن في منتصف أغسطس، أبلغت الوحدة الإسرائيلية لتنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، بإلغاء هذا المسار السريع، حسبما قال الأشخاص المطلعون على الأمر. وهذا يولد تكاليف وتأخيرات إضافية.
وقالت المصادر، إن النموذج الجمركي الجديد يشكل صداعاً إضافياً، مضيفة أن الجانب التابع للأمم المتحدة اقترح بديلاً، وكان يأمل أن تقبله إسرائيل.