حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، تحريض اللبنانيين على حزب الله، مهددا بأن لبنان ستواجه مصير قطاع غزة من القتل والدمار، ولفت إلى عمليات اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وكذلك “وريثه ووريث ورثيه”، في إشارة إلى رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله اللبناني، هاشم صفي الدين.
👈 الرجاء تابعونا على تلجرام ليصلكم كل جديد اضغط هنا 👉
وشدد نتنياهو على أن إسرائيل ضربت قدرات حزب الله، وأكد أن إسرائيل اغتيال”نصر الله نفسه، ووريثه، ووريث ورثيه”، ورغم أنه لم يسميه يعتبر هذا أول إعلان إسرائيلي رسمي صريح عن اغتيال صفي الدين، الرجل الثاني في حزب الله اللبناني ورئيس مجلسه التنفيذي، الذي كانت الأنباء قد تضاربت حول مصيرة وإمكانية استشهاده في هجوم إسرائيلي على بيروت.
وفي وقت سابق اليوم، كان وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد رجّح أنه تمّ اعتيال صفي الدين، والذي كان قد استُهدف بسلسلة غارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، يوم الجمعة الماضي، وذلك في تصريحات صدر عنه خلال إجرائه تقييما للوضع شماليّ البلاد، وزعم غالانت أن حزب الله بات “بلا قدرات نارية كبيرة”.
ورغم تصريحات نتنياهو وترجيحات غالانت، إلا أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لا تقطع بنجاح عملية اغتيال صفي الدين، “رغم أن معظم التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن ذلك”، بحسب ما أفادت هيئة البث العام (“كان 11”)، مساء اليوم، نقلا عن مصادر مطلعة.
واستغل نتنياهو هذا السياق لتحريض اللبنانيين على اتخاذ موقف ضد حزب الله، في بيان مصور تحدث فيه باللغة الإنجليزية، ملوحا بأن الاستمرار في دعم الحزب سيؤدي إلى “المزيد من الفوضى والمعاناة للبنان”، وقال: “عليكم أن تضعوا أمامكم فرصة لإنقاذ لبنان قبل أن يقع في هاوية من الدمار والمعاناة مثلما حدث في غزة”.
وقال إن “إسرائيل انسحبت من لبنان قبل 25 عامًا”، زاعما أن “الدولة التي احتلت لبنان عمليًا لم تكن إسرائيل، بل إيران”. وأضاف: “إيران، تمول وتسلح حزب الله ليخدم مصالحها – على حساب لبنان. لقد حول حزب الله لبنان إلى مخزن للأسلحة والذخائر وقاعدة عسكرية متقدمة لإيران”.
وأضاف أنه “بعد يوم واحد فقط من السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قبل عام، انضم حزب الله إلى الحرب ضد إسرائيل. وشنّ هجومًا مفاجئًا على مدننا ومواطنينا. منذ ذلك الحين، أطلق أكثر من 8000 صاروخ على إسرائيل، وقتل مدنيين بلا تمييز”، علما بأن حزب الله انضم إلى الحرب لـ”إسناد” غزة عبر استهداف مواقع للجيش الإسرائيلي.
وتابع “قررت إسرائيل إنهاء هذا الوضع. قررنا أن نفعل كل ما يلزم لإعادة مواطنينا إلى بيوتهم بأمان”، وزعم أن “لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. لإسرائيل الحق في النصر! وإسرائيل ستنتصر بالفعل!”، على حد قوله.
وخلص نتنياهو إلى أن “حزب الله اليوم أضعف مما كان عليه منذ سنوات عديدة”، ثم خاطب نتنياهو الشعب اللبناني قائلاً: “الآن أنتم، مواطنو لبنان، تقفون عند مفترق طرق مهم. الخيار بيدكم. يمكنكم استعادة دولتك. يمكنكم إعادتها إلى مسار السلام والازدهار”، وهدد: “إذا لم تفعلوا ذلك، سيستمر حزب الله في محاولاته لمقاتلة إسرائيل على حسابكم. لا يهمه ما إذا كان لبنان سيجر إلى حرب أوسع”.
واستطرد قائلاً: “جميعكم تعانون بسبب الحرب العبثية لحزب الله ضد إسرائيل”، وواصل تحريضه قائلا: “أسأل كل أم وأب في لبنان سؤالاً بسيطًا: هل يستحق الأمر كل هذا؟ لأن الأمور لا يجب أن تكون على هذا النحو. أنا أعلم أنكم تريدون مستقبلًا أفضل لأبنائكم”.
وأكد: “لذلك، اليوم أتحدث إليكم جميعًا. هناك طريق أفضل – أفضل لأبنائكم، ولمدنكم، ولقراكم، ولبلدكم. أنتم تستحقون أن تعيدوا لبنان إلى أيام السلام. تستحقون لبنان مختلفًا، وحذر من أنه: “لا تسمحوا لهؤلاء بتدمير مستقبلكم أكثر مما دمروا بالفعل”.
وتابع محرضا: “قوموا باستعادة دولتكم. أنتم أمام فرصة لم تكن لديكم منذ عشرات السنين، فرصة للاعتناء بمستقبل أطفالكم وأحفادكم. هناك فرصة أمامكم لإنقاذ لبنان قبل أن يقع في هاوية من حرب طويلة تؤدي إلى دمار ومعاناة مثل غزة”.
واختتم تصريحاته مخاطبا اللبنانيين: “حرروا دولتك من حزب الله لكي تنتهي هذه الحرب. حرروا أنفسكم من حزب الله لكي تتمكن دولتك من الازدهار مرة أخرى، ولكي لا تعرف الأجيال القادمة من الأطفال اللبنانيين والأطفال الإسرائيليين حربًا أو إراقة دماء”.