نشر جندي احتياط إسرائيلي، خدم في قطاع غزة خلال الحرب الأخيرة، شهادة صادمة حول حجم الدمار الذي خلفه الجيش، مؤكدًا أنه “لن يُمحى خلال المئة عام المقبلة”، وأن محاولات إسرائيل لإخفائه لن تنجح، وفق ما جاء في رسالة نشرها بصحيفة هآرتس العبرية الجمعة، دون الكشف عن هويته.
👈 الرجاء تابعونا على تلجرام ليصلكم كل جديد اضغط هنا 👉
وصف الجندي المشهد في غزة قائلاً: “في أي اتجاه تنظر، ترى أكوامًا من الحجارة وكتل الخرسانة وحديد التسليح والغبار، حيث كانت تقف مبانٍ رسمية أو أحياء سكنية، لم يتبقَّ سوى الركام”. وأضاف أنه وسط هذا الدمار، لا تزال بعض المباني قائمة، لكنه تساءل عبر رسالة لأخته: “لماذا لم يُهدم هذا المبنى؟”.
وأكد الجندي أن هذا الدمار “سيؤثر على حياة الإسرائيليين وأجيالهم القادمة”، مشددًا على أن ما جرى في غزة “يجب أن يكون محور النقاش في المحافل الدولية كالمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن”.
أشار الجندي إلى أن إسرائيل قادرة على القتال بهذا الأسلوب بسبب تدفق الأسلحة الأمريكية، لافتًا إلى أن “القرارات العسكرية تأخذ في اعتبارها حياة الجنود، مما يؤدي إلى استخدام قنابل ومدفعية أمريكية لتدمير مناطق بأكملها”.
استعرض الجندي مشاهد الفلسطينيين وهم يحاولون النجاة وسط الدمار، قائلاً: “شاهدت أشخاصًا يحملون ما تبقى من حياتهم على ظهورهم، يسيرون تحت شمس حارقة، يحاولون البقاء على قيد الحياة وسط الحرارة والرائحة الكريهة والمياه الملوثة”.
أكد الجندي أن “الجيش يعمل في غزة دون أهداف واضحة، وأن المشكلة الأساسية ليست عسكرية، بل دبلوماسية”. وتوقع أن يتم استدعاء الجنود لجولات قتالية جديدة دون تحقيق أي تغيير.
تساءل الجندي عن الخط الفاصل بين “الطاعة العمياء وفهم التعقيد”، ودعا الإسرائيليين إلى مواجهة الواقع، قائلاً: “القضية ليست فقط أمام لاهاي أو الجامعات الأمريكية، بل هي مسألة داخلية تتعلق بنا وبمليوني فلسطيني”.
اختتم الجندي رسالته بتساؤلات عميقة حول مستقبل إسرائيل وغزة، متسائلًا متى سيظهر زعيم إسرائيلي يواجه هذه الفوضى ويشرح لشعبه تداعيات ما يحدث.