Site icon مرصد نيوز

نسف مزاعم الجيش – هذا ما جري عقب انتشار فيديو “مذبحة المسعفين في رفح”

بينما اكتفى المتحدث باسم جيش الاحتلال بالإعلان عن “فحص الحادثة” في منطقة تل السلطان، تصاعدت الأصوات داخل إسرائيل مطالبة بإجراء تحقيق مستقل في مذبحة المسعفين التي وقعت في رفح، بعدما كشفت مقاطع مصوّرة، نشرتها “الجزيرة” وصحيفة “نيويورك تايمز”، تورط جنود إسرائيليين في إعدام 15 من أفراد الطواقم الطبية الفلسطينية ودفنهم بالرمال.

👈 الرجاء تابعونا على تلجرام ليصلكم كل جديد اضغط هنا 👉

الجيش كان قد زعم في وقت سابق أنه استهدف “مخربين” استقلوا مركبات دون إنارة أو شارات تدل على كونها سيارات إسعاف، إلا أن المقاطع المصوّرة نسفت هذا الادعاء، وأظهرت عملية إعدام بدم بارد، ما أثار صدمة واسعة ومطالبات بتقصي الحقيقة، ليس بدافع إنساني بقدر ما هو خشية من تداعيات “الخسارة الأخلاقية” لإسرائيل عالميًا.

وفي الوقت الذي تجاهلت فيه معظم وسائل الإعلام العبرية الجانب الأخلاقي للمجزرة، تفرّدت صحيفة “هآرتس” بتسليط الضوء على البعد الإنساني للواقعة، مؤكدة في افتتاحيتها أن إسرائيل ترتكب المجازر باسم جميع الإسرائيليين، الذين يتحملون بدورهم مسؤولية الدم الفلسطيني المُراق يوميًا في غزة.

يشار إلى أن الجثامين اكتُشفت يوم الأحد الماضي، بعد أن طُمرت تحت الرمال بجرافات عسكرية إسرائيلية منذ 21 مارس/آذار. وأكدت شهادات أن بعض الضحايا كانوا مكبّلين، ويرتدون الزي الطبي الخاص بـ”الهلال الأحمر”.

كما أوردت صحيفة “الغارديان” البريطانية أن الاتصال بالمسعفين انقطع لأيام، فيما روى ذوو الضحايا معاناتهم في التعرف على جثث أبنائهم المشوّهة والمخضبة بالدم والتراب.

في مقابلة حديثة، اعتبر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد نوعم تيبون أن فحص الجيش للحادثة غير كافٍ، مطالبًا بلجنة تحقيق برئاسة ضابط رفيع لكشف الحقيقة للرأي العام. وأضاف أن “القصف العشوائي” يهدد حياة الأسرى الإسرائيليين، منتقدًا سياسة نتنياهو في إدارة الحرب.

وبحسب استطلاع لصحيفة “معاريف”، فإن 48% من الإسرائيليين يرون أن استمرار العمليات العسكرية في غزة لا يساهم في إطلاق سراح الأسرى، وهو ما يعكس حجم الشكوك في جدوى هذا النهج الدموي.

في سياق متصل، عبّر البروفيسور آسا كاشير، المؤدلج الأخلاقي للجيش الإسرائيلي، عن قلقه الشديد من “التوحش المتصاعد داخل الجيش”، مشيرًا إلى أن إسرائيل باتت تبدو وكأنها تدار من “عصابة إجرامية”. فيما قال المؤرخ الإسرائيلي توم سيغف إن “الصهيونية كانت خطأ”، في مقابلة مثيرة مع صحيفة “هآرتس”، مشيرًا إلى سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل منذ تأسيسها.

هذه المجزرة، التي كادت تُطمس، كشفتها صحيفة أمريكية، ما يُعيد طرح السؤال: كم من المجازر الأخرى لا تزال طي الكتمان؟

Exit mobile version