Site icon مرصد نيوز

هآرتس تتهمها بخيانة المهنة – الصحف العبرية تتساءل عن مفاجأة ترامب القادمة

قالت صحيفة “الشرق الأوسط”، اليوم الخميس 8 مايو 2025، إن أوساط سياسية وإعلامية في إسرائيل والمنطقة تترقّب كل ما من شأنه الكشف عن معنى ومضمون تصريح الرئيس الأمريكي ترامب، أوّل أمس، حول “الأخبار الكبيرة والإيجابية” التي سيُعلن عنها عشية زيارته للمنطقة في الأسبوع القادم.

👈 الرجاء تابعونا على تلجرام ليصلكم كل جديد اضغط هنا 👉

وبحسب الصحيفة ، فإن صحيفة “هآرتس” خصصت افتتاحيتها، اليوم الخميس، لخيانة الإعلام العبري لمهنة ووظيفة الصحافة، بحجب حقيقة المقتلة المهولة بحق الفلسطينيين داخل قطاع غزة .

من جهتها، اختارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عنوان “سياسة المفاجآت” كعنوان رئيس في صفحتها الأولى، وتحدّثت عن تزايد مشاعر الإحباط في إسرائيل من خطوات ترامب الأخيرة، ومنها: عدم وضع التطبيع مع السعودية في رأس أولويات الإدارة الأمريكية، خطة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، الإعلان المباغت عن وقف إطلاق النار مع الحوثيين، تطوّر العلاقات الأمريكية- التركية، التراجع عن خطة تهجير الغزيين.

وترى الصحيفة أن كل ذلك يشير إلى أن الرئيس الأمريكي يتبنّى مبدأ “أمريكا أولاً”، ويترك إسرائيل في الخلف أو في الهواء، معتبرة أن واجب إسرائيل الآن جعل مصالحها متطابقة مع المصالح الأمريكية.

كذلك تشير الصحيفة العبرية إلى الإحباط داخل إسرائيل من ضغوط بعض قادة الحزب الجمهوري من أجل الابتعاد عن الحرب متعددة الجبهات التي تتمسّك بها إسرائيل.

كما تقول إن ترامب وَعَدَ، أمس، بـ “بشرى تتعلّق بغزة”، متسائلة عما إذا كان يقصد صفقة جديدة مع ” حماس “، أم اتفاقًا أمريكيًا إسرائيليًا لإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع.

وعلى خلفية المداولات مع إيران، تنقل “يديعوت أحرونوت” عن مصدر أمريكي قوله إن ترامب لن يعقد اتفاقًا، لكنه يبذل مساعي لحل بطريقة أخرى.

وفي المقابل، يقول المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، اليوم، إنه من المحتمل أن يعلن ترامب عن اتفاق مع إيران يكون مشابهًا للاتفاق السابق الملغى (2015).

وأوضح أنه في حال حصل ذلك، سيُضطر نتنياهو إما إلى تقديم تفسير غير مقنع للإسرائيليين- وهو الذي أقنع ترامب بإلغاء الاتفاق السابق عام 2018- أو معارضته، وبالتالي المغامرة بنزاع مع واشنطن.

وأضاف: “يستطيع نتنياهو احتواء الاتفاق مع الحوثيين، لكن اتفاقًا محتملاً مع إيران سيورّطه أكثر”.

ربما صفقة مع “حماس”، وربما إدخال الغذاء للقطاع:

وفي هذا السياق، تتساءل الإذاعة العبرية الرسمية عن حقيقة “الأنباء الكبيرة الإيجابية”: هل يقصد بها إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، عشية زيارته للمنطقة، والتي يقفز فيها عن إسرائيل، ويريد من خلالها تخفيف الحرج عن السعودية والدول العربية التي ستستقبله في ظل استمرار الحرب على غزة؟ أم أنه يقصد اتفاقًا جديدًا مع “حماس”؟

وتستذكر الإذاعة العبرية تلميح ترامب أمس بقوله: “هناك مساعٍ حثيثة في موضوع غزة، وسنرى ماذا سيحدث، وستعلمون، أنتم الصحافيين، خلال اليوم القريب”.

وعقّب وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، المدان بالإرهاب في إسرائيل، قائلاً: “يُحظر إدخال أي غذاء إلى القطاع لأن ذلك سيدعم حماس”.

وتابع: “أنا أحترم الرئيس ترامب، لكن إدخال المساعدات خطأ كبير، ونحن لم نقم بمحاولة فعّالة لإقناع الرئيس الأمريكي بخطورة تقديم المساعدات على جنودنا”.

غزة تموت بالتجويع والقصف

فيما تنشغل وسائل الإعلام الإسرائيلية بسؤال المقصود بـ “الأخبار الكبيرة الإيجابية”، وبألف قضية أخرى، وسط تجاهل مريع للمذبحة داخل غزة، تستحضر “هآرتس” ما تطمسه بقية وسائل الإعلام العبرية، وتكشف تفاصيل مجزرة الأمس، ومقتل أكثر من 100 فلسطيني في غزة، بينهم عشرات الأطفال والنساء.

في افتتاحيتها بعنوان “يحظر صرف النظر”، تنشر صورة شاب من مخيم البريج في غزة يحمل طفلته الشقراء مغطاة بدمها، بعدما قتلتها طائرة إسرائيلية، أمس.

وتطلق “هآرتس” صرخة ضد قتل الأطفال الفلسطينيين، أشد وأصدق من تعليقات قادة الدول الأوروبية والعربية، الذين إما يصمتون، أو في أفضل الأحوال يعربون عن “قلق”، وغيره من المصطلحات المحايدة، المُخفّفة، المُلطّفة، في انتقاد استمرار التوتر والحرب، دون تسمية الجاني باسمه.

تقول “هآرتس”: “هذه الطفلة في الصورة، نحن الإسرائيليين نرفض أن نراها. بحال رأيناها سنشعر بالذنب، ونحن لا نريد الشعور بالذنب، لأن السابع من أكتوبر حصل لنا، لا لهم. نحن غير مستعدّين للتحلّل من هذا الشعور، حتى عندما نقتل آلاف الأطفال الفلسطينيين باسم هذا الشعور.

في الأمس، قتل سلاح الجو الإسرائيلي تسعة أطفال في غزة، تتراوح أعمارهم بين 3 و14 عامًا، نتيجة هجمتين على مركز للإيواء داخل مدرسة ومسجد في مخيم البريج، زعم الجيش أنه مقر قيادي عسكري لـ “حماس”، وأنه قد اتخذ التدابير اللازمة لمنع المساس بالمدنيين”.

كفى للحرب

وتمضي “هآرتس” مشكّكة في رواية الجيش: “اتُّخذت أو لم تُتخذ تدابير، فالحقيقة أن 32 فلسطينيًا قُتلوا، بينهم تسعة أطفال وأربع نساء، في هذا القصف للمدرسة. ازدحمت الشبكة العنكبوتية بصور جثامين القتلى الممزقين. يستطيع الإسرائيليون مواصلة صرف النظر عن مشاهد القتل في غزة. الصحافة العبرية تستطيع مواصلة خيانة المهنة والوظيفة، وعدم نشر الحقيقة للإسرائيليين. يمكن تجاهل قتل 52 ألفًا، منهم 18 ألف طفل… والاستخفاف بمصداقية المعطيات الفلسطينية، وتشغيل كل تقنيات الإنكار، وبلادة الإحساس، وتطبيع الحالة غير الطبيعية. كل ذلك لن يُغيّر الحقيقة المُرّة: إسرائيل قتلتهم. أيادينا فعلت ذلك. يُحظر علينا صرف النظر. مُجبرون أن نستيقظ ونصرخ بصوت عالٍ: كفى للحرب!”

وفي مقالها الأسبوعي في “هآرتس” بالعبرية، تُسلّط المعلّقة الفلسطينية حنين مجادلة، ابنة مدينة باقة الغربية داخل أراضي 48، الضوء على عذابات الفلسطينيين وعلى البلطجة الإسرائيلية، فتقول مخاطبة الإسرائيليين بسخرية: “هل تحدثتم مرة مع صديق من غزة لم يأكل منذ أيام؟ لا هو، ولا أطفاله المتبقون على قيد الحياة، الناجون من المقتلة، هم وأمهم؟”.

Exit mobile version