اعترف الشرطي قاتل الشهيد الحلاق اليوم الثلاثاء بتعمده إعادة إطلاق النار عليه أثناء تواجده في غرفة النفايات التي لجأ إليها بعدما طارده أفراد الشرطة في البلدة القديمة في القدس المحتلة.
وادعى الشرطي، الذي قتل الشهيد إياد الحلاق ويحظر نشر اسمه أمام المحكمة المركزية في القدس، خلال إفادته في المحكمة، أنه “كنت متأكدا من أنه يوجد هنا مخرب يقتل امرأة. وبالنسبة لي فإني أنقذت هذه المرأة”.
وكرر الزعم أن الحلاق، وهو شاب على طيف التوحد، كان ينفذ عملية إطلاق نار وأنه يعتزم قتل امرأة، هي معلمته.
وتابع الشرطي أنه بعد أن أطلق النار على الحلاق في المرة الأولى، فإنه “سقط على الأرض، وعندما صرخت نحوه ألا يتحرك، كاد ينهض باتجاهي وأطلقت النار عليه مرة أخرى، مضيفا أن الحدث كلّه دام ثوان معدودة وهكذا كان شعوري.
وادعى الشرطي أنه أثناء التحقيق معه في قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة (“ماحاش”) “علمت أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة وليس مخربا”.
وبحسبه، فإن “حالة التأهب كانت مرتفعة بسبب شهر رمضان وقالوا إن هذا (يقصد هجوما) قد يأتي من مكان غير متوقع. وكنت جديدا (في العمل) والضابط كان كل شيء بالنسبة لي”.
إلا أن محامية “ماحاش”، هيلا أدلمان، أشارت إلى أن الادعاء بوجود “مخرب مسلح” تعالت أثناء التحقيق مع الشرطي في المرة الثانية، وسألت “من أين ظهر فجأة التقرير حول مخرب مع مسدس؟”. وأجاب الشرطي المتهم أن هذه كانت “كلمات مختلفة بالمعنى نفسه – مخرب ومسدس”.
وأضاف الشرطي أنه خلال مطاردة الحلاق صرخ أشخاص إنه “مخرب يحمل مسدسا”، معتبرا أن “يمكن أن يكون أي شيء بحوزة مخرب – عبوة متفجرة، سكين، مسدس. ولذلك قلت في التحقيق معي سلاح ناري أو بارد”.
وسألته أدلمان: “أنتما تجريان وأنت لم تلاحظ إذا كان يمسك شيئا بيديه؟”. وأجاب الشرطي أنه “كان بعيد ولا يمكن أن أرى خلال الجري في حدث مخيف ومثير للتوتر، لا يمكنني أن أرى ماذا يوجد في يده بالضبط. ويمكن أن يكون المسدس في أي مكان على الجسد”.
ووفقا للائحة الاتهام ضد الشرطي، فإنه في أيار/مايو العام 2020، كان الشهيد الحلاق في طريقه إلى مدرسة للتعليم الخاص يتعلم فيها، وكان يضع قفازات وكمامة بسبب انتشار وباء فيروس كورونا . واشتبه أفراد شرطة أنه يعتزم تنفيذ عملية بادعاء أنه توقف عدة مرات ونظر إلى الخلف.
وتابعت لائحة الاتهام أن أحد افراد الشرطة قال في جهاز اتصال لاسلكي إنه يوجد “مخرب” في المكان وبدأ يطارد الحلاق. وخلال المطاردة لجأ الحلاق إلى غرفة نفايات قريبة، وتبعه الشرطي المتهم والضابط المسؤول عنه بعدما أطلقا النار نحوه أثناء المطاردة.
وبعد دخول الضابط والشرطي إلى غرفة النفايات، أطلق الأخير النار على الحلاق وأصابه في بطنه، وعندها صرخ الضابط على الشرطي قائلا “توقف” عن إطلاق النار، بينما صرخ الشرطي المتهم نحة الحلاق قائلا “لا تتحرك”.
وأضافت لائحة الاتهام ضد الشرطي أن أحد أفراد الشرطة سأل الحلاق باللغة العربية “أين المسدس؟”، ورفع الشهيد نفسه باتجاه معلمته التي لحقت به ودخلت معه إلى الغرفة. وإثر ذلك سألها الشرطي باللغة العربية “أين المسدس؟”. وجاء في لائحة الاتهام أنه عندما أجابت المعلمة “أي مسدس؟”، أطلق الشرطي النار على الحلاق مرة أخرى، وبعد ذلك بوقت قصير استشهد الحلاق.
وأفادت معلمة الحلاق، وردة أبو حديد، بأنها كانت معه في غرفة النفايات وحاولت الدفاع عنه، لكن أفراد الشرطة تجاهلوا أقوالها بأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقالت أبو حديد إنه “كنت أول من دخل إلى غرفة النفايات وبعدي إياد وبعده الجنود الثلاثة. وعندما دخل إياد رأيت النزيف من ساقه. وسقط على الأرض لكن كان لا يزال يتكلم. وقال عندها ’هذه وردة، أنا معها’. كان خائفا ومصدوما، وأنا كنت خائفة أيضا ولا يمكنني فعل شيء. وعندها أطلقوا النار على إياد ثم وجهوا السلاح إليّ”.
ويذكر أن الشهيد الحلاق (32 عامًا) قد قتل برصاص أحد جنود الاحتلال، قرب باب الأسباط، أثناء توجهه إلى مدرسة صناعية كان يدرس فيها في البلدة القديمة بالقدس.