قالت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الاثنين 12 مارس 2023 ، إن الحكومة السعودية رفضت استقبال وفد إسرائيلي يترأسه وزير الخارجية إيلي كوهين ، والذي كان يرغب بالمشاركة في مؤتمر منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
ونقل موقع واللا عن مسؤولين إسرائيليين قولهم عن إسرائيل سعت لمشاركة وزير خارجيتها إيلي كوهين بشكل رسمي في المؤتمر الذي تستضيفه السعودية، في محاولة للتقدم بخطوة “متواضعة لكنها غير مسبوقة” باتجاه التطبيع مع السعودية.
وكانت الخارجية الإسرائيلية تتطلع إلى موافقة السعودية على مشاركة كوهين، كون المؤتمر دوليا وينظم تحت مظلة الأمم المتحدة، غير أن السعودية تجنبت الموافقة على زيارة كوهين، بعد أن كانت قد أعطت موافقة مبدئية على ذلك.
وأوضح المسؤولون الإسرائيليون أن الخارجية الإسرائيلية أرادت الاستفادة من المؤتمر الدولي لمحاولة تنظيم أول زيارة رسمية لوزير إسرائيلي إلى للسعودية، وتواصلت مع منظمة السياحة العالمية وطالبت حضور كوهين بصفته رئيس الوفد الإسرائيلي.
السعودية لا ترد على الاتصالات
في المقابل، توجهت إسرائيل إلى الولايات المتحدة وطلبت المساعدة في الاتصالات مع السعودية في هذا الشأن، وتجند كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية لهذه المهمة، وناشدوا السعودية السماح لكوهين بحضور المؤتمر”.
ووفقا للمسؤولين الإسرائيليين “قدمت السعودية في البداية ردًا إيجابيًا لمنظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة حول مشاركة كوهين في المؤتمر، وعندما بات من الضروري بدء محادثات حول الترتيبات الأمنية للزيارة، توقفت الاتصالات من الجانب السعودي”.
وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إنهم توصلوا إلى انطباع بأن السعوديين كانوا يماطلون ويحاولون إفشال الزيارة، وأوضح التقرير أن الخارجية الإسرائيلية كانت لا تزال تأمل في حدوث انفراجه خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، حتى بعد الإعلان السعودي الإيراني المشترك حول استئناف العلاقات الثنائية.
واعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن “السعودية قد يرغب في تحقيق توازن والسماح لوزير إسرائيلي بالحضور إلى المؤتمر، ومع ذلك، بحلول وقت متأخر من يوم السبت الماضي، لم يصل أي رد سعودي وتم إلغاء رحلة كوهين”.
وربط المسؤولون الإسرائيليون بين سلوك السعودية وبين توقيت الزيارة التي تأتي قبل وقت قصير من شهر رمضان.
وأشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن تل أبيب ستسعى إلى الاستفادة من المؤتمرات الدولية التي تنظمها الأمم المتحدة في السعودية خلال العام الجاري، كمدخل للتطبيع مع الرياض.
وبحسب المسؤولين فإن إسرائيل تأمل أنه بعد رمضان “سيكون من الأسهل على السعوديين السماح بمشاركة وزير إسرائيلي في مؤتمر دولي يعقد في البلاد”.
ومساء أمس، ذكرت هيئة البث الإسرائيلي العام (“كان 11”) أن الوفد الإسرائيلي تلقى دعوة للمشاركة في المؤتمر الذي انطلق أمس الأحد، في السعودية.
وأضافت أنه الجانب الإسرائيلي كان مهتما بحضور المؤتمر الذي كانت زيارته ستمثل “زيارة نادرة لوفد إسرائيلي رسمي إلى السعودية”.
وأوضحت أن الجانب السعودي لم يكن راضيا عن حضور الوفد الإسرائيلي وكذلك رفع العلم الإسرائيلي الذي كان من المفترض خلال فعاليات المؤتمر على ضوء المشاركة الإسرائيلية التي كانت مقررة.
وبحسب “كان 11” فإن الوفد الإسرائيلي كان من المقرر أن يضم ممثلين عن وزارة السياحة وسلطات محلية إسرائيلية، وأشارت القناة إلى ضغوط على السعودية مارسها المسؤولين في الأمم المتحدة والسياحة الإسرائيلية.
وذكرت القناة أن الأمم المتحدة بعثت برسالة رسمية للجانب السعودي بشأن التأشيرات للوفد الإسرائيلي، جاء فيها “”بروح الأمم المتحدة التي تمنح المساواة لجميع أعضاء المنظمة، نطلب من وزارة السياحة السعودية منح تأشيرات لأعضاء الوفد”.
وأشارت إلى أن الأمم المتحدة بحثت في إمكانية نقل أحداث المؤتمر إلى بلد ثالث.
في السياق، ذكرت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية، أن المؤتمر مختص بموضوع القرى السياحية الموصى بزيارتها من جانب الأمم المتحدة. وأوضحت أن “السلطات السعودية رفضت إصدار تأشيرات (للوفد الإسرائيلي)، دون أن تفصح عن الأسباب، وذلك رغم تقدم الأمم المتحدة بطلب للرياض، بمعاملة متساوية لكافة أعضاء المنظمة”.
وفي تعليقها، قالت وزارة السياحة الإسرائيلية إن “إسرائيل توجهت إلى منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة لتلقي المساعدة في الحصول على تأشيرات دخول لممثلين إسرائيليين للسعودية ، لكن للأسف لم تثمر هذه الاتصالات”.
وأضافت أن “إسرائيل تدعو منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة ومنظمات الأمم المتحدة إلى الحفاظ على المبادئ التوجيهية للأمم المتحدة ، بما في ذلك المساواة في المعاملة في ضمان إمكانية مشاركة الدول في اجتماعات المنظمة”.
واعتبرت أن منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة “لم تلتزم بهذه المبادئ والمعايير ونحن نأسف لذلك”.
وفي وقت سابق الأحد، انطلق بمدينة العلا شمال غربي السعودية، مؤتمر منظمة السياحة العالمية، ويستمر يومين، حول 32 قرية سياحية في 18 دولة، توجد ضمن تصنيف المنظمة لأفضل القرى بالعالم.