شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء 16 مايو 2023، حملة اعتقالات وأصدرت العشرات من أوامر الإبعاد عن مدينة القدس ، في إطار ما يصفه بـ”الإجراءات الوقائية”، تمهيدا لمسيرة المستوطنين المقررة يوم الخميس المقبل في المدينة المحتلة.
وتشير تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيلية، إلى أن إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة في هذا السياق، ليس تهديدا مركزيا أو ملموسا في هذه المرحلة، إلا أنها تستعد لمثل هذه الاحتمالية.
ورفعت أجهزة أمن الاحتلال مستوى التأهب والاستنفار في صفوف قواتها، وسط مخاوف من تصاعد “التحريض على العنف والإرهاب” ما قد يؤدي إلى تصعيد أمني، فيما حذر مسؤولون في أجهزة الاحتلال الأمنية، وزراء في الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير، من “تصريحات غير مسؤولة قد تؤدي إلى إشعال” الوضع الميداني.
واعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي 15 مقدسيا وأصدرت نحو 37 أمر إبعاد عن المدينة المحتلة في إطار استعداداتها لمسيرة المستوطنين التي يحمل خلالها المشاركون العلم الإسرائيلي ويمرون من باب العامود أحد أبواب البلدة القديمة في القدس المحتلة، وعبر البلدة نفسها وصولا إلى حائط البراق.
وزعمت التقارير الإسرائيلية، نقلا عن مصادر أمنية، أن حملة الاعتقالات والإبعاد “طاولت أي مشتبه به تلقت استخبارات الاحتلال معلومات حول نيته القيام بأنشطة معينة في المسجد الأقصى، أو الإخلال بالنظام العام”، وأشارت إلى أن معظم المعتقلين هم من سكان القدس المحتلة.
وادعت أجهزة أمن الاحتلال تلقي تحذيرات أو إنذارات من احتمال إقدام فلسطينيين على تنفيذ عمليات على خلفية ” مسيرة الأعلام “، أشارت إلى أنه تم إصدار أوامر إبعاد بحق مستوطنين ومتطرفين يهود عن منطقة البلدة القديمة والحرم القدسي، والقدس المحتلة عامة.
ومن المقرر أن يشارك نحو ثلاثة آلاف عنصر من شرطة الاحتلال في تأمين مسيرة المستوطنين التي تنظم سنويا في ذكرى احتلال الشق الشرقي من مدينة القدس وفقا للتقويم العبري، ولمواجهة احتجاجات فلسطينية متوقعة بالتوازي مع مسيرة المستوطنين.
بدوره قال قائد شرطة الاحتلال في القدس، دورون تورجمان، في إحاطة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، إن “قرار إقامة المسيرة اتخذه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو “، وكان الأخير قد قال في كلمة خلال اجتماع لحزب الليكود ب الكنيست ، أمس، إن “مسيرة الأعلام ستقام في موعدها وبمسارها وبشروطها”.
وأوضح تورجمان أنه “في إطار الاستعدادات لأنشطة معادية، تستعد الشرطة لاحتمال إطلاق النار من غزة أو من أي مكان آخر”. وأوضح تورجمان أن “هناك لوائح وصيغ إنذار صوتية منظمة، بما في ذلك مخارج للطوارئ وتعليمات حول كيفية التصرف في مثل هذه الحالة للجمهور”.
وعن إمكانية اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى وتغيير مسار المسيرة لتمر من الحرم القدسي، قال تورجمان إن “مسرة الأعلام لن تمر في الحرم القدسي ولم يتم الموافقة على ذلك ولن يتم ذلك. في العام الماضي كان هناك من رفعوا الأعلام التي أخفوها تحت ملابسهم وسرعان ما أُخرجوا من هناك”.
وعن مرور المسيرة في أحياء وبلدات القدس المحتلة، قال قائد شرطة الاحتلال في القدس، إن هناك مسيرات وصفها بأنها “أحداث صغيرة” في جبل الزيتون وقرية الطور، وأكد أنه “تمت المصادقة عليها وأنه سيتم تأمينها”، وأوضح أن قوات الاحتلال ستغلق شوارع في القدس المحتلة أمام حركة المرور وسيتم فتحها تدريجيا.
وأعلن 4 وزراء على الأقل في حكومة نتنياهو مشاركتهم في المسيرة، وهم وزراء الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، ووزير ما يسمى بـ”تطوير النقب والجليل” يتسحاق فاسرلاوف.