نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مساء اليوم الجمعة 19 مايو 2023، مهرجاناً مركزياً حمل شعار “ثأر الأحرار” في فلسطين ” غزة وجنين” ولبنان وسوريا.
وفي قطاع غزة نظمت حركة الجهاد، المهرجان المركزي على أرض “ساحة الكتيبة” وسط مدينة غزة.
وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة ، أن أوهام القوة والغطرسة لدى الاحتلال ستتحطم أمام إرادة الشعب الفلسطيني وقدرته وإصراره على الاشتباك والقتال حتى الانتصار.
وأضاف النخالة في كلمته خلال المهرجان، “أثبتنا للاحتلال في قتالنا أننا على استعداد دائم لأن نخوض المعركة تلو الأخرى دفاعا عن شعبنا ومنعا من أن تستباح دماؤنا، وأن أي عملية اغتيال سيكون ردنا عليها قويًا وواضحًا ومؤلمًا”.
وقال “لن تكون تل أبيب وغيرها من مدن الاحتلال بعيدة عن مرمى صواريخنا ورصاص مقاتلينا”.
وتابع “بعد اغتيال الشهيد خضر عدنان وقادتنا ظن الاحتلال أننا سنبتلع دمهم فخرج مقاتلونا ليعيدوا ترتيب المعادلات مرة أخرى”.
وأوضح أن “شعبنا استطاع أن يمرغ أنف العدو في التراب ويكسر هيبته أكثر من مرة ومعركة ثأر الأحرار أكبر دليل على ذلك”.
اتفاق وقف إطلاق النار:
وأضاف أن “وقف إطلاق النار تم بناء على موافقة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ألم يسأل أحد من هذا الطرف الفلسطيني؟ (..) الطرف الفلسطيني هو الجهاد الإسلامي فصيل واحد لا يملك سوى مقاتليه وشعب يقف خلفه ومقاومة حاضنة لها”.
وأوضح انه “منذ متى كانت تقبل إسرائيل أن يكون الفلسطيني ندا لها يجبرها على وقف العدوان ويلجم جيشها عن الإجرام؟ (..) فصيل واحد يقاتل في الميدان ويفاوض لوقف العدوان ويلزم العدو بوقف جرائمه وحتى لو لم يلتزم بذلك لاحقا”.
وأكد النخالة أن “الاحتلال كان يكذب ويقول إنه انسحب من المفاوضات وهذا غير صحيح نحن الذين رفعنا أكثر من مرة جلسات المفاوضات”.
وأضاف “في اليوم الخامس من العدوان قدمنا نص الاتفاق وقلنا لهم إما أن يقبل العدو به أو ننسحب من المفاوضات”.
وتابع “نحن نعرف أن أمامنا تحديات كبيرة وندرك أن معركة واحدة أو أكثر لن تكون قادرة على تحقيق كل أهدافنا وطموحاتنا”.
وأوضح أن “معاركنا السابقة واليوم معركة ثأر الأحرار وضعت أقدامنا على الطريق الصحيح وانطلقنا باتجاهه ولن نتوقف”
وأضاف أن “أمتنا اليوم أمام فرصة نادرة وعليها أن لا تضيعها إن كانت جادة في دعم صمود الشعب الفلسطيني”
وأشار إلى أن “مؤتمر القمة المنعقد حاليا في جدة عليه تحمل مسؤوليته تجاه القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني”.
وأكد أن “موقف حزب الله والمتمثل بخطاب حسن نصر الله وجد تقديرا من المقاومة وشعبنا، كما ان حضور الغرفة المشتركة الدائم واستعدادها للدخول في المعركة كان عاملا مهما في تقصير أيام العدوان”.
وقال النخالة “أؤكد على مقاتلينا في كل مكان الابتعاد عن كل الأدوات والوسائل التي يمكن للعدو الاستفادة منها في تحديد أماكنهم”.
وأضاف “أشكر كل الذين وقفوا مع شعبنا وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية في إيران وفي حزب الله وسوريا واليمن، كما وأشكر كل وسائل الإعلام التي غطت أحداث العدوان وكانت مؤيدة ومساندة”.
وأكد رئيس الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، أن “سرايا القدس تصدت بكل قوة وأخذت على عاتقها واجب المواجهة والرد ليس لأيام وإنما لأسابيع”.
وأضاف الهندي خلال كلمته في المهرجان، أن “الاحتلال حاول أن يكسر وحدة شعبنا ومقاومتنا، كل إعلامه وكل قادته قالوا ذلك، كما حاول تهديد حماس ليبث رسالة فرقة بين شعبنا وفصائلنا ولكن بالوحدة أفشلنا هذه التهديدات وهذه الأهداف”.
وشدد على أنه “بالوحدة الوطنية سنحقق مزيد من الانجازات، لذلك نحن نتمسك بالوحدة وندعو لها”، مضيفاً “خرجنا من هذه المعركة أكثر ترابط وأكثر وحدة وأكثر تفاهم”.
كما أكد على أنه “لا مجال للتشكيك ولا مجال للمزيدات، فهذا هو الشعب الفلسطيني موحدا بكل فصائله ومقاومته وهذه هي سرايا القدس”.
وأشار إلى أن الاحتلال لا يستطيع مواجهة غزة، ومنذ اليوم الأول بعث يستجدي وقف اطلاق النار، مشدداً على أن “هذه المعركة سنبني عليها جولات قادمة وانتصار بإذن الله”.
وقال الهندي “صواريخ الاحتلال حولت هؤلاء الأبطال من قادة في سرايا القدس إلى رموز وطنية بطلة يفخر بها الشعب الفلسطيني بكل فصائله، وكان يسعى من وراء هذه الجريمة الغادرة لاستعادة الردع المفقود”.
وقال الهندي “قد يتساءل البعض ما هو الضمان لاتفاق وقف اطلاق النار؟ ونقول بوضوح إن الكيان الصهيوني لا يقيم اعتبارا لاتفاق ولا لوثيقه، ولا تقيم اعتبارا لأي جهة كانت، الضمان هو وحدتنا وقوتنا التي تمنع العدو من تحقيق أي إنجازات”.
من جهتها قالت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، “نقول وبكل وضوح وفخر أننا نعيش الزمن الذي تقول فيه المقاومة كلمتها دون تردد وبلا أي مواربة وبلا حسابات على قاعدة أن الدم الفلسطيني خط أحمر وأن العبث في حياة الشعب الفلسطيني أمر لا يمكن السكوت عليه”.
وأضافت خلال كلمتها في المهرجان “ذهاب العدو باتجاه اغتيال قادة المقاومة وسرايا القدس غدراً كان لا بد من الإجابة عليه من قلب الميدان وبكل شجاعة وإقدام من بداية المعركة وحتى النهاية عبر مئات الصواريخ المباركة التي استبسل بإطلاقها الأخوة في سرايا القدس”.
وأشارت إلى أن “المدن الإسرائيلية شُلت أوساطها فلا الغلاف أضحى مكاناً يصلح للحياة ولا بقرتهم المقدسة تل أبيب كانت خارج دائرة النار والضربات الصاروخية”.
وأوضحت “لقد اتخذت المقاومة منذ اللحظات الأولى لاغتيال إخوتنا الأقمار الثلاثة من قادة سرايا القدس، خليل البهتيني وجهاد الغنام وطارق عزالدين مع عوائلهم والأبرياء من أبناء شعبنا، قرارها واضحًا بأن الحساب قادم”.
وشددت على أن “العدو سيدفع الثمن وصولًا إلى تنفيذ الضربة الأولى وإطلاق عملية “ثأر الأحرار” ظهر يوم الأربعاء العاشر من الشهر الجاري، بقصف أهداف العدو على نطاق واسع بمئات المقذوفات الصاروخية خلال ساعات محددة وصولاً إلى رحوفوت بتل أبيب”.
وحذرت الغرفة المشتركة للمقاومة “العدو من أي عملية اغتيال أو حماقة”، قائلةً “نحن عند وعدنا وعهدنا بالرد بكل قوة في عمق العدو وبشكل موحد وبلا أي تردد، وقد خبرنا العدو جيداً”.
بدوره أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل خلال كلمته باسم الفصائل، أن “المقاومة لم تفقد الردع أبداً وخير دليل ما جرى أمس في مسيرة الأعلام المدججة بجيش الاحتلال”.
وأضاف البردويل، أن “معركة ثأر الأحرار ثمرة سيف القدس التي خاضتها المقاومة الفلسطينية موحدة ولقنت الاحتلال الدرس”، مشددا على أن الاحتلال الإسرائيلي ومن يتعاون معه لا يستطيع أن يهزم الشعب الفلسطيني.
وقال “خاضت سرايا القدس معركة ثأر الأحرار وحولها باقي قوى المقاومة، واستطاعت ان تفرض على الاحتلال معادلة الردع مرة أخرى”.
وتابع البردويل “ظن الاحتلال أنه يستطيع إعادة الردع الذي فقده، لكن ما حدث أثبت رعبه الشديد وغياب ردعه، وتم تكريس معادلة الردع التي فرضتها كل فصائل المقاومة في المعارك السابقة”.
بدوره قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر، خلال كلمةٍ له، “إننا في الجبهة الشعبية نؤكد أن المقاومة هي الطريق الوحيد والناجع والمجرب لانتزاع حقوقنا من هذا العدو الصهيوني، وفي مواجهة الحرب الشاملة التي يشنها العدو على شعبنا ومقدساته ومدنه”.
وأضاف مزهر “نشيد بالوحدة الميدانية بين فصائل المقاومة الفلسطينية خلال المعركة، وإن هذا التطور في إدارة المعركة بحنكةٍ وجرأةٍ وبسالةٍ يُدلل بأننا الأقرب إلى النصر والتحرير والعودة”.
وتابع “نتقدم بالشكر للشقيقة جمهورية مصر العربية لدورها في إنهاء العدوان على شعبنا، كما ونتقدم بالشكرِ إلى كل من ساند المقاومة ووقف إلى جانبها ودعمها بالسلاح والمال، والموقف، ونخص محور المقاومة وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية الايرانية، والجمهورية العربية السورية، وحزب الله”.
وأكد أن “المسؤوليات الوطنية تقتضي إيلاء قضية الأسرى الأولوية وعلى قوى المقاومة أن تواصل جهودها ووضع كل إمكانياتها من أجل تحرير الأسرى”.
وشدد على أن “المعركة مع هذا العدو الصهيوني ستظل مفتوحة، وسيلقى المزيد من الضربات والهزائم بفعل مقاومة وإرادة شعبنا وإصرار مقاومته الباسلة على الاستمرار في معركة التحرير”.
ويأتي مهرجان “ثأر الأحرار” عقب عملية عسكرية شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، استهدف من خلالها مئات المنازل والأراضي الزراعية، مخلفاً العشرات من الشهداء والجرحى، ورداً على ذلك أطلقت المقاومة الفلسطينية المئات من الصواريخ تجاه المدن والمستوطنات الإسرائيلية، حتى أعلنت جمهورية مصر العربية عن اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ عند الساعة العاشرة مساءً من يوم السبت 13 مايو.