Site icon مرصد نيوز

مسؤول إسرائيلي سابق يتحدث عن “القوة الناعمة” وتأجيل المواجهة القادمة

تحدث نحمان شاي وزير الشتات السابق، والمتحدث السابق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت 20 مايو 2023، عن “القوة الناعمة” وتأجيل المواجهة القادمة مع قطاع غزة .

وقال شاي حسب ما نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “”القادة الإسرائيليين مطالبون باستخدام “القوة الناعمة” بهدف تأجيل المواجهة القادمة مقابل تنازلات اقتصادية وحوار سياسي دبلوماسي من قبل وسطاء”.

وسائل أخرى
وأضاف: “لأن كلا الجانبين تعرضا للضرب، وهما بحاجة لوقت للتعافي، مما يستدعي العمل بوسائل أخرى تقلل من مستوى العنف، والحافزية لجولة جديدة، وقد استخدمنا هذه الوسائل للتواصل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، وربما حان الوقت لتكرارها مع قطاع غزة”. وفق قوله

وشدد على أن “إنهاء الصراع مع الفلسطينيين ينطوي على تسوية إقليمية، وخسائر كثيرة، وهو ما حصل مع الملك حسين وأنور السادات، حين فضلا التوقيع على معاهدات سلام مع إسرائيل، وكذلك جاء الدافع وراء اتفاقية أوسلو متشابهاً، ثم جاءت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، رغم أنها بعيدة، ولم تشارك في الحروب مع إسرائيل، حتى السعودية أجرت مفاوضات التطبيع بدافع أن الوقت يعمل ضدها”.

وتابع أن “الانشغال الإسرائيلي بالعمليات والجولات العسكرية مع الفلسطينيين يعني أن تحصل على فترات أقصر رغم كتلة النيران التي يستخدمها الجيش والأسلحة المتطورة، لأنه رغم كل هذا، فإنها مسألة بضعة أشهر من الهدوء في أحسن الأحوال”.

وأكمل: “مما يستدعي البحث عن طرق أخرى لحل الصراع غير العمل العسكري، مهما كانت قوته، لذلك فإن ما يجب أن يفهمه قادة إسرائيل اليوم أنه لن تتحقق هدنة بسنوات طويلة، إلا بلجوئهم لوسائل اقتصادية وسياسية”.

وأردف الوزير الإسرائيلي السابق:” صحيح أن بنيامين نتنياهو هو صاحب أطول ولاية بين رؤساء الوزراء في دولة الاحتلال، لكن السؤال الأهم أنه ما الذي فعله بالوقت الذي كان تحت تصرفه تجاه حل الصراع مع الفلسطينيين، في ضوء عدم توفر الشجاعة لديه لاتخاذ قرارات جريئة، والتسوية، وكسب الكثير من الوقت”.

الوقت يمر
من جهته، ذكر نداف تامير الرئيس التنفيذي لمجموعة “جي ستريت” الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة، أن “الوقت يمرّ أمام أعين الإسرائيليين وما زالوا مشغولين بعمليات الاغتيالات”.

وأكمل: “فيما تخلق السعودية وإيران والإمارات وسوريا وروسيا والصين واقعًا استراتيجيًا جديدًا، فإن إسرائيل تركز على المواجهات التكتيكية، والابتعاد عن الولايات المتحدة، في حين أننا أمام جملة من المتغيرات الاستراتيجية التي تحدث هذه الأيام من حولنا في منطقة الشرق الأوسط”.

وجاء في حديثه حسب ما نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “في مواجهة هذه التطورات الإقليمية لم تعمل إسرائيل بشكل استراتيجي، بل تخلت بشكل شبه كامل في السنوات الأخيرة عن فكرة التعامل مع التغيرات الإقليمية العميقة، وركزت على التكتيكات، مع أن اتفاقيات التطبيع الموقعة قبل ثلاث سنوات كخطة بديلة لمنع ضمّ الضفة الغربية الذي خطط بنيامين نتنياهو للحصول عليه من ” صفقة القرن ” لدونالد ترامب، هي آخر مرة شاركت فيها إسرائيل في التحركات الاستراتيجية الإقليمية”.

وقال: “منذ ذلك الحين تقدّم الشرق الأوسط، وتخلّفت إسرائيل عن الركب، تصديقاً لتصريح هنري كيسنجر قبل سنوات أن “إسرائيل ليس لديها سياسة خارجية، لها سياسة داخلية فقط””.

واستدرك بالقول: “لكن سياسة نتنياهو الحالية تقودنا أكثر من أي وقت مضى إلى طريق سياسي بلا مخرج، سواء لكونه محاصرا، باختياره أو بحكم الضرورة، في حكومة يمينية متطرفة، بدليل إلغاء زيارته للإمارات، وعدم دعوته للبيت الأبيض، ووجد نفسه يبتعد عن الأمريكيين، وهم يفقدون الاهتمام به، فيما تفقد دول المنطقة اهتمامها بإسرائيل أيضاً”.

أزمات تكتيكية
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة “جي ستريت”: “بينما شكلت أعظم نقاط قوة الاحتلال هي الجسر المؤدي للحليف الولايات المتحدة، فإن إسرائيل تصر على البقاء في مكانها دون مفاوضات مع الفلسطينيين، أو خطاب إقليمي مع العرب، فإن النتيجة هي المزيد والمزيد من الأزمات التكتيكية، أمام المزيد من العمليات والاغتيالات التي لا تقودنا لأي مكان”.

ونوه إلى أنه لا توجد استراتيجية خروج لإسرائيل من العمليات العسكرية والواقع الدامي اليومي، في حين أن دول المنطقة تواصل تجديد العلاقات القديمة، ويقيمون تحالفات جديدة، ويخلقون واقعًا جديدًا لا تعتبر إسرائيل جزءً منه.

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي شنّ خلال الأيام القليلة الماضية عدوانًا على قطاع غزة نجم عنه استشهاد 19 فلسطينيا وإصابة آخرين، فيما ردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ تجاه مستوطنات غلاف غزة والمدن الإسرائيلية بما فيها تل أبيب.

كما وشهدت مدينة القدس الخميس تصاعدًا في وتيرة الأحداث، حيث نظم المستوطنون مسيرة الأعلام في المدينة المقدسة، وسط تحذيرات من فصائل المقاومة الفلسطينية وعدة جهات فلسطينية رسمية، من مخاطر مثل تلك الانتهاكات الإسرائيلية.

Exit mobile version