منوعات

لماذا يُصفّق بعض الركاب عندما تهبط الطائرة؟

عندما تبدأ الطائرة في الهبوط على أرض المطار، يبدأ الركاب في التصفيق في جميع أنحاء الطائرة، إذ تتم هذه العمليّة، كتهنئة لمناورة الطيار الحسنة. وبحسب مجلة “سانتي بلوس ماغ” الفرنسة، فإن هذا التصرّف، ليس بالعادة الجديدة، وإنما هو رد فعل يُمارس منذ سنوات طويلة من قبل الركاب بعد الهبوط السليم للطائرة.

لكن ما رأيك شخصيًا؟ هل تعتبر أن هذه العادة القديمة مزعجة إلى حد ما؟ وما أصل هذه الممارسة وما رأي المضيفات فيها؟

لماذا نصفق على متن الطائرة؟
لطالما كان التصفيق على متن الطائرة موضوعًا للعديد من الدراسات التي أجراها علماء الاجتماع وعلماء النفس. لقد حاولوا تقديم تفسير منطقي لهذا النمط المتكرر، خاصة في سياقات محددة ومعينة. بعد استطلاع أجراه موقع المعلومات BuzzFeed بين 40 ألف مسافر (من جنسيات مختلفة)، أجاب 13٪ فقط بوضوح أنهم أحبوا التصفيق عندما هبطت طائرتهم، مقارنة بـ 87٪ عارضوا هذه العادة الغريبة.

وفي الواقع، تعود هذه العادة إلى عام 1948، عندما تحدّثت إحدى الصحف على عملية التصفيق التي حظي بها طاقم طائرة تابعة لشركة أمريكان إيرلاينز. ولقد حدث هذا في مطار مدينة سينسيناتي: فبعد التحقق من عدم نشر معدات الهبوط، حلّقت الطائرة فوق المنطقة لأكثر من نصف ساعة، ما خلق توترًا حقيقيًا للركاب على متن الطائرة.

ثمّ، بعد عدة دقائق، تمكن الطيارون أخيرًا من حل الحادث وقاموا بهبوط نموذجي دون أي مشاكل، ما جعل 40 مسافرًا يصفقون دون توقف على متن الطائرة.

وفي وقت مبكر من الخمسينيات من القرن الماضي، أصبحت هذه الممارسة هي معيار رئيسي في معظم الرحلات الجوية. أما بالنسبة لكلارك ماكفيل، أستاذ علم الاجتماع في جامعة إلينوي، الذي درس سلوك الجماهير والتصفيق على متن الطائرة، فإنه يسلط الضوء على شعور بعض الركاب بالارتياح بمجرد وصولهم إلى وجهتهم. ومن هنا جاء الترحيب العفوي للطيارين.

ما رأي الطيارين والمضيفات في التصفيق عندما تهبط الطائرة؟

حتى اليوم، من الشائع جدًا في جميع أنحاء العالم رؤية بعض الركاب يصفقون في الطائرة بعد هبوط ناجح. يتبع البعض الحركة بدافع التضامن، والبعض الآخر ببساطة لا يلتزم بهذه النشوة الجماعية، وفق ترجمة “وطن“.

في حين أن هذا يفيد التقدير الذي يحظى به الطيارون، إلا أن بعض الموظفين يرونه بشكل مختلف. فبالنسبة لهم، يعتبر التصفيق علامة على أن الركاب لم يثقوا تمامًا بالطيار ولا يعتقدون أنهم وصلوا إلى وجهتهم بنجاح.

ودون الرغبة في الشك في مهاراتهم، قد يشعر بعض الطيارين أنفسهم بالتوتر أحيانًا في ظروف معينة، وربما يكون تلقي التصفيق أمرًا جيدًا، حتى لو كان ذلك فقط لتقليل التوتر الشديد الذي يلفهم وتحفيزهم بشكل أكبر. ومع ذلك، يشعر بعض أفراد الطاقم أحيانًا بالحرج عندما يسمعون هذا التصفيق. ومع ذلك، هذا ليس هو الحال بالنسبة للجميع. فالبعض الآخر لا ينتقد هذه العادة الودية.

يقبل العديد من موظفي الخطوط الجوية بكل سرور هذا النوع من التشجيع، خاصة بعد الرحلات الجوية المتقطعة للغاية. إنهم يرون هذا كعلامة تقدير، إذ يجعلهم هذا التصرّف يشعرون بالسعادة، لأن الركاب قدّروا جهودهم على الرغم من الصعوبات.

يَسْعَدُ العديد من الطيارين أيضًا بإثارة هذا الفرح الجماعي على متن الطائرة عند الهبوط. وهم لا يفسرون ذلك على الإطلاق على أنه نقص في الثقة أو خوف متوقع من كارثة محتملة. علاوة على ذلك، يشجع بعض الطيارين أنفسهم الركاب على التصفيق قبل الهبوط. كما يرون أنها علامة تقدير للعمل الجيد الذي تم القيام به بكل بساطة.

المصدر: مرصد نيوز + وكالات
زر الذهاب إلى الأعلى