حماس تنفي اغتيال الضيف.. الاحتلال: لا يمكن تأكيد نجاح العملية
ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا تستطيع تأكيد نجاح عملية اغتيال استهدفت من خلالها القائد العام لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمد الضيف، وقائد لواء خان يونس، رافع سلامة، في الهجوم الذي شنه جيش الاحتلال في منطقة المواصي غربي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وأسفر عن استشهاد أكثر من 71 فلسطينيا وإصابة 289 آخرين.
جاء ذلك بحسب ما أوردت إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية؛ وقالت إن عملية الاغتيال التي “لا يمكن تأكيد نجاحها من عدمه”، نفذت بناء على معلومات استخباراتية “ذات احتمالية عالية” تلقتها أجهزة الأمن الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية، وذكرت أن الهجوم نفذ بعد أقل من 24 على تلقي تلك المعلومات.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرئيلي، فإن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الضيف “لم يبق لفترة طويلة في المجمع المستهدف، ولذلك فإن النافذة الزمنية لتنفيذ العملية كانت قصيرة”؛ في حين نفت حركة حماس، السبت، الادعاءات الإسرائيلية باستهداف قيادات تابعة لها في منطقة المواصي.
“تفاؤل إسرائيلي بنجاح العملية”
وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم على الموقع المستهدف في المواصي نفذته مقاتلات الاحتلال بواسطة 8 قنابل ثقيلة (يصل وزنها إلى طن) من نوع J-DAM، وهي نوع الذخيرة الأميركية ذاتها التي علقت الإدارة الأميركية شحنة منها كانت متجهة لإسرائيل في أيار/ مايو الماضي.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر أمنية قولها إن المعلومات الاستخباراتية التي تلقتها حول مكان تواجد الضيف “على درجة عالية من الموثوقية”، وقالت إن “الجمع بين المعلومات الاستخباراتية ذات المصداقية العالية، إلى جانب عملية جوية قوية بالعديد من الأسلحة الثقيلة، يثير التفاؤل لدى الأجهزة الأمنية بأن عملية الاغتيال كانت ناجحة بالفعل”.
“هدفان بارزان في حماس”
وفي بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي، جاء أنه “في عملية مشتركة مع الشاباك واستنادًا إلى معلومات استخبارية دقيقة لهيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك، استهدف سلاح الجو والقيادة الجنوبية الهدفيْن البارزيْن في حماس داخل مجمع تسترا في داخله مع عدد آخر من المخربين بين المدنيين”.
وأضاف أن “المجمع المستهدف هو عبارة عن منطقة مفتوحة ووعرة يحتوي على عدد من المباني والسقائف”، وأرفق جيش الاحتلال بيانه بـ”صورة قال إنها “للمجمع المستهدف قبل وبعد الغارة”، في حين قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن تقديرات الأجهزة الأمنية ترجح “نجاح عملية الاغتيال في حين لا يمكنها تأكيد ذلك”.
وشنت مقاتلات حربية إسرائيلية سلسلة غارات على خيام النازحين بمنطقة المواصي، ما أسفر عن أضرار وصفها شهود عيان بـ”الكبيرة جدا”. واستهدفت الغارات الإسرائيلية منطقة خيام النازحين، ما خلّف نحو 71 شهيدا وأكثر من 289 جريحا، وفقا للحصيلة الأولية.
حماس تنفي
وقالت حركة حماس، في بيان، إن “ادعاءات الاحتلال حول استهداف قيادات إنما هي كاذبة”. وتابعت “هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وإن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة”.
وأدانت “حماس”، في بيانها، مجزرة مواصي خان يونس، واصفة إياها بـ”المروعة”. واعتبرت الحركة هذه المجزرة “تصعيدا خطيرا في مسلسل الجرائم والمجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب والتي يتم ارتكابها بغزة على يد النازيين الجدد”.
وقالت “هذه المجزرة البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال، استهدفت منطقة صنّفها جيش الاحتلال على أنها مناطق آمنة، ودعا المواطنين للانتقال إليها”. وتابعت “استهدفت طائرات ومدفعية ومُسَيَّرات الاحتلال بشكل مكثّف ومتتالٍ خيام النازحين بمختلف أنواع الأسلحة، ليسقط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء العزل”.
ونددت الحركة بـ”الدعم الأميركي لحكومة المتطرفين الصهاينة، عبر تغطية الجرائم ومدها بسبل الإسناد السياسي والعسكري، تتسبب بتواصل الانتهاكات الواسعة ضد المدنيين”. وأشارت إلى أن المنطقة المستهدفة بالقصف الإسرائيلي تضم “أكثر من 80 ألفا من النازحين”.
ولفت الحركة إلى أن إسرائيل “ترتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين في خيام ومراكز النزوح غير مكترثة بدعوات وقف استهدافهم وغير ملتفتة لأي من قوانين الحروب”، في حين قال الجانب الإسرائيلي أن الهجوم الموسع الذي استهدف منطقة المواصي غرب خان يونس، استهدف القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف.
وذكرت التقارير الإسرائيلية أنه إلى جانب الضيف كان أيضًا قائد كتائب القسام في خانيونس، رافع سلامة. وأكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم السبت، أنه “حاول اغتيال محمد الضيف ورافع سلامة وإلى جانبهم عناصر من حماس في منطقة المواصي بخانيونس”، بحسب ما أوردت إذاعة الجيش، ونقلت عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: “إننا نفذنا الهجوم على خانيونس رغم معرفتنا باحتمال وقوع عشرات القتلى”.
ونجا الضيف من سبع محاولات إسرائيلية معلنة لاغتياله، آخرها في عام 2021. وقلما يتحدث الضيف، ولا يظهر أبدًا علنا. وكان آخر ظهور صوتي له كان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، حين أعلن القائد العسكري لحماس عن هجوم القسام وأطلق عليه اسم “طوفان الأقصى”.
“إسرائيل تنشر أخبارا زائفة للفت الأنظار عن مجزرة المواصي”
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إنّ إسرائيل تنشر أخبارا زائفة وأكاذيب وشائعات لا أساس لها من الصحة حول استهداف قيادات فلسطينية بهدف لفت الأنظار عن جريمة المواصي المُروّعة غربي خان يونس جنوب قطاع غزة.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم السبت، في بيان أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة كبيرة بقصف مخيمات النازحين في منطقة النُّص بخان يونس خلفت أكثر من 100 شهيد وجريح”.
وأضاف البيان: “ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة كبيرة بقصف مخيمات النازحين في منطقة النُّص بخان يونس (جنوب قطاع غزة)، حيث خلفت هذه المجزرة المروّعة أكثر من 100 شهيد وجريح، بينهم أفراد وضباط من الدفاع المدني، في حصيلة أولية”.
ونوّه المكتب إلى أن “الطواقم الحكومية والإغاثية مازالت تنتشل عشرات الشهداء والجرحى حتى هذه اللحظة من مكان القصف والاستهداف، حيث تأتي هذه المجزرة بالتزامن مع عدم وجود مستشفيات تستطيع استقبال هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، وبالتزامن مع تدمير الاحتلال للمنظومة الصحية في قطاع غزة”.
وتأتي هذه المجزرة بعد ارتكاب الاحتلال مجازر مروّعة في منطقة الصناعة بحي تل الهوى، وفي أحياء مدينة غزة ومخيمات الوسطى، والتي راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد مما يرفع أعداد الشهداء بشكل متلاحق ومتسارع.
وأدان المكتب الإعلامي الحكومي “بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة الكبيرة والمجازر المستمرة بحق المدنيين، كما ونُدين اصطفاف الإدارة الأميركية مع الاحتلال في جريمة الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، نُحمل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية المسئولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر المروّعة ضد المدنيين”.
واختتم البيان بالمطالبة “بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة وكل دول العالم الحر بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي وعلى الإدارة الأميركية لوقف حرب الإبادة الجماعية وإيقاف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة”.
المصدر: مرصد نيوز + وكالات