خلال كلمته بالقمة العربية
الرئيس عباس: على حماس وجميع الفصائل في غزة تسليم سلاحها للسلطة

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، اليوم السبت، حركة حماس والفصائل الفلسطينية إلى تسليم السلاح للسلطة الفلسطينية، والتخلي عن السيطرة على قطاع غزة ، مؤكدًا أن تحقيق الوحدة الوطنية يتطلب “نظامًا واحدًا، قانونًا واحدًا، وجيشًا واحدًا”.
👈 الرجاء تابعونا على تلجرام ليصلكم كل جديد اضغط هنا 👉
وشدد الرئيس عباس خلال كلمته أمام القمة العربية الـ34 المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، على أن هذه الخطوة تمثل مدخلًا ضروريًا لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق مشروع الدولة المستقلة، داعيًا في الوقت نفسه إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة من أجل تمويل وتنفيذ خطة شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة.
وقال إن القتل والتهجير المنهجي الذي تمارسه إسرائيل ليس عشوائيًا، بل جزء من مشروع واضح لتقويض حل الدولتين، محذرًا من أن القضية الفلسطينية تواجه مخاطر وجودية تتطلب استجابة عربية موحدة.
كما دعا إلى تبني خطة عربية لتحقيق السلام تقوم على أساس إطلاق عملية سياسية ضمن سقف زمني محدد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.
وطالب الرئيس الفلسطيني أيضًا بضرورة تمويل برامج الإصلاح والنهوض في الضفة الغربية و القدس ، في ظل مواصلة الاحتلال احتجاز أموال السلطة، مؤكدًا أن رؤيته المستقبلية تشمل هدنة شاملة ووقف كافة الإجراءات الأحادية، وعلى رأسها الاستيطان والتهجير.
وفي ختام كلمته، شدد الرئيس عباس على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومن أراد الانضمام إليها فعليه الاعتراف بذلك، معلنًا استعداد القيادة الفلسطينية لإجراء الانتخابات التشريعية خلال العام المقبل.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس عباس كامل ة خلال القمة العربية:
فخامة الرئيس الدكتور عبد اللطيف رشيد، رئيس القمة،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نجتمع اليوم وسط ظروف وتحديات وتحولات إقليمية ودولية بالغة الخطورة، حيث تتعرض القضية الفلسطينية لمخاطر وجودية، وإن ما نواجهه اليوم في قطاع غزة من جرائم إبادة وتدمير وتجويع، وتضييق على وكالة الأونروا ، فضلا على جرائم القتل والتدمير والتهجير والاستيطان في الضفة والقدس، هو جزء من مشروع استعماري يهدف إلى تقويض مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة، وهو الأمر الذي يتطلب حشد المزيد من الدعم العربي والدولي ومن الإدارة الأميركية ومجلس الأمن، لمواجهته والذهاب بدلاً من ذلك لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
السيد الرئيس، القادة ورؤساء الوفود، أضع بين أيديكم رؤيتنا السياسية التي نقترح عليكم تبنيها، مثمنين عالياً مواقفكم ودعمكم الثابت لشعبنا وقضيتنا العادلة.
أولاً: تبني خطة عربية لإنهاء الحرب، وتحقيق السلام تشمل:
– الوقف الدائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل للاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.
– تمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها المدنية والأمنية في قطاع غزة، وتخلي حركة حماس عن سيطرتها، إلى جانب تسليمها وجميع الفصائل السلاح للسلطة الشرعية، وإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة وفق أسس مهنية، وبمساعدة عربية ودولية.
– عقد مؤتمر دولي في القاهرة، لتمويل وتنفيذ خطة إعادة الإعمار في قطاع غزة، ونقدر عالياً جهود مصر في هذا الصدد. هذا إضافة لتمويل برامج الإصلاح، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الضفة والقدس الشرقية، وذلك في مواجهة سياسات الاحتلال في احتجاز أموالنا وتدمير بنيتنا التحتية.
– هدنة شاملة ووقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، من استيطان، وضم، وهدم، وتهجير، واحترام الوضع التاريخي والقانوني في الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، في ظل الوصاية الهاشمية.
– إطلاق عملية سياسية تبدأ وتنتهي في مدة زمنية محددة، لتنفيذ حل الدولتين، وتجسيد الدولة الفلسطينية على أرض دولة فلسطين، والاعتراف الدولي بها وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، ويعقد خلالها المؤتمر الدولي للسلام في يونيو القادم بنيويورك بمشاركة دولية واسعة، وبرئاسة مشتركة للمملكة العربية السعودية وفرنسا. ونقدر الدور الكبير للمملكة العربية السعودية، التي تترأس اللجنة العربية الإسلامية، والتي نشكر جميع أعضاءها على جهودهم في حشد الدعم الدولي لتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، والاعتراف الدولي بها.
ثانياً: إصلاح سياسي شامل ووحدة وطنية:
– نجدد التأكيد على استعدادنا لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال العام المقبل كما جرت سابقا، وذلك فور توفر الظروف الملائمة في غزة والضفة والقدس.
– نؤكد أننا ماضون في عملية إصلاح مؤسسات الدولة والمنظمة، واتخذنا في سبيل ذلك، الإجراءات الدستورية لاستحداث منصب نائب للرئيس وتعيينه، وجار تنفيذ قرار العفو العام لتوحيد الصف الوطني.
– سنواصل العمل من أجل توحيد الصف الفلسطيني على أساس الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وعلى أساس برنامجها السياسي، والشرعية الدولية، ومبدأ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
ندعو القمة إلى تبني هذه الخطة، والدفاع عنها لدى الجهات الدولية المعنية، خاصة بعد زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، الذي نشكره على مساعيه لوقف الحرب وتحقيق السلام الدائم، ونشيد في هذا الصدد، بالمواقف الثابتة والدعوات الصادقة لدول مجلس التعاون الخليجي، لإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يستند لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية. والشكر موصول للجزائر الشقيقة التي ترأس المقعد العربي في مجلس الأمن بكل فاعلية، وتدافع عن حقوق شعبنا الفلسطيني العادلة.
وأخيرا، نتوجه بجزيل الشكر والتقدير لجمهورية العراق الشقيقة، قيادة وحكومة وشعباً، على استضافتها الكريمة، وعلى مواقفها ودعمها للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ونُعبر عن امتناننا العميق لجميع قادة الدول العربية وشعوبها الشقيقة على دعمها الثابت والمبدئي لشعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
والسلام عليكم.
المصدر: مرصد نيوز + وكالات